responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح كلمات باباطاهر العريان؛ مسايل حكمية فى المعارف و المشاهدات الربانيه المؤلف : عين القضاة    الجزء : 1  صفحة : 93

المنفصلة تعود إلى اللّه سبحانه، و اللّام الجارة في (لنواله) و (لوصاله) للغرض.

يعني من أراد اللّه لينال منه نوالا و عطيّة في الدنيا و الآخرة، أراده اللّه بإيصال ذلك النوال إليه فأعطاه، و من أراده لا لغرض سواه، بل لوصاله، أراده اللّه تعالى بإسباغ نعمة الوصل، و أعطاه معرفة كيفيّة اتّصاله.

و حاصل هذا الكلام أن يعرف العبد منزلة من أراد اللّه إيّاه، بمعرفة منزلة اللّه عزّ و جلّ من إرادته؛ كما ورد في الخبر: «من أراد أن يعرف منزلته عند اللّه سبحانه، فلينظر منزلة اللّه عنده»[1].

قال: (من أراد الوصول تعلّق بالأصول).

أقول: عرّف بهذا كيفيّة طلب الوصول، و هو التمسّك بأصول الشريعة، و الطريقة؛ لأنّ الوصول إلى الحقيقة لا يتحقّق إلّا بملازمة تلك الأصول.

و قال: (الإرادة إشارة الثبات مع المراد، و التهمة نفي الثبات و إثبات المراد).

أقول: يعني حقيقة الإرادة أن يثبت المريد مع المراد، و لا يريد منه مرادا إلّا مراده، و التهمة في الإرادة، أي الكذب و الغلط، لا يثبت مع مراد المراد، بل يثبت لنفسه مرادا.

قال: (من أراد العلم تسلّى بالطّلب، و من أراد الحقيقة تسلّى بالعطب، و من أراد الحقّ تسلّى بالهرب).

أقول: التسلّي في الأصل إظهار السلوّ عن الشي‌ء، و يستعمل في سرور القلب بوجودان المراد، كما في هذه المواضع.


[1] - رواه الحاكم في المستدرك عن جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنهما بلفظ:« خرج علينا النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:« يا أيها الناس إن للّه سرايا من الملائكة تحلّ و تقف على مجالس الذّكر في الأرض فارتعوا في رياض الجنة»، قالوا: و أين رياض الجنة؟ قال:« مجالس الذّكر فاغدو و روحوا في ذكر اللّه و ذكّروه أنفسكم من كان يحبّ أن يعلم منزلته عند اللّه فلينظر كيف منزلة اللّه عنده، فإن اللّه ينزل العبد منه حيث أنزله من نفسه»». كتاب الدعاء و التكبير ...، حديث رقم( 1820)[ 1/ 671]؛ و رواه الطبراني في المعجم الأوسط، حديث رقم( 2501)[ 3/ 67]؛ و رواه غيرهما.

اسم الکتاب : شرح كلمات باباطاهر العريان؛ مسايل حكمية فى المعارف و المشاهدات الربانيه المؤلف : عين القضاة    الجزء : 1  صفحة : 93
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست