responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح كلمات باباطاهر العريان؛ مسايل حكمية فى المعارف و المشاهدات الربانيه المؤلف : عين القضاة    الجزء : 1  صفحة : 109

بيان الورع‌

قال: (الورع رفع الطمع عن كلّ الشبهات).

أقول: هذا أبلغ من قول القائل إنّه ترك الشبهة، فإنّه قد يترك الشبهة من غير رفع الطمع عنها.

و قال: (من تورّع بالحقيقة وجد الدّنيا حراما، و الآخرة شبهة، و وجد الحقّ مفردا، لم يمض مع الحرام، و لم يقف مع الشّبهات).

أقول: هذا أبلغ من الأبلغ؛ لأنّه جعل الدنيا بأسرها حراما، و الآخرة شبهة، فلا متورّع من تركهما، و الذي لا ملابسة بينه و بين الحرام و الشبهة يجد الحقّ مفردا، و هذا الورع صفة أهل اللّه؛ كما ورد: «الدنيا حرام على أهل الآخرة، و الآخرة حرام على أهل الدنيا، و الدنيا و الآخرة حرام على أهل اللّه»[1]. و محل (لم يمض مع الحرام ...) الخ، نصب؛ إمّا على الصفة ل (مفرد)، أو على الحال من الضمير في (وجد).

و قال: (الوقوف مع الشبهات يمسك سير القلب، و يحبس الازدياد).

أقول: إنّما يمسك الوقوف مع الشبهات سير القلب لأنّه تردّد فيها، فلا يقدر على السير، و يسدّ التردّد طريق المزيد عليه.

بيان الفقر

قال: (الفقر بحر البلاء، و العلم سفينته، و الوجد موجه، فإذا جاء الموج غرقت السفينة).

أقول: الفقر في اللغة بمعنى الاحتياج إلى الغير، فيعمّ ما سوى اللّه، قال اللّه تعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللَّهِ وَ اللَّهُ هُوَ الْغَنِيُ‌ [فاطر: الآية 15]، و في العرف بمعنى عدم التملّك، و له رسم، و هو عدم تملّك شي‌ء من الدنيا، و حقيقة، و هي عدم التملّك مطلقا، و يدخل فيه المقامات و الأحوال، و الذات و الصّفات.


[1] - رواه الديلمي في الفردوس بمأثور الخطاب، حديث رقم( 3110)[ 2/ 230]؛ و ابن حجر العسقلاني في الامتاع بالأربعين المتباينة السماع‌[ 1/ 98].

اسم الکتاب : شرح كلمات باباطاهر العريان؛ مسايل حكمية فى المعارف و المشاهدات الربانيه المؤلف : عين القضاة    الجزء : 1  صفحة : 109
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست