اسم الکتاب : شرح كلمات باباطاهر العريان؛ مسايل حكمية فى المعارف و المشاهدات الربانيه المؤلف : عين القضاة الجزء : 1 صفحة : 108
و قال: (الروح إلى الطاعات شرك).
أقول: يعني من تروّح في طاعته إلى طاعته فهو شرك؛ لأنّه أشرك
بمعبوده، حيث وجد الرّوح من غيره، كما وجده منه، فإنّ الطاعة غير المطاع.
و قال: (الشغل في اللّه شغل عن اللّه).
أي: الشغل في طاعة اللّه عزّ و جلّ بطاعته و هو شغل عن اللّه.
و قال: (الذكر التسلّي، و التذكار التجلّي، و الطاعة التحلّي، و
المعرفة التخلّي).
أقول: قد سبق القول بأنّ «الذكر وصف البعد» و «التذكار ذكر الحقّ»؛
يعني ذكر العبد ربّه تعليل التسلّي عن كلّ همّ يتعلّق بسواه، و ذكر الربّ عبده أنّ
يتجلّى له، و طاعة العبد أن تتحلّى جوارحه و أركانه و قواه بحلية العبودية لربّه،
و معرفته أن يتخلّى عن كلّ شيء سواه.
و قال: (أعمالي كلّها زنانير في وسطي، و لا أقدر عقدها بتوحيده، و لا
قطعها لتوحيده).
أقول: الزنانير جمع زنّار، يشدّه عبدة الأصنام في أوساطهم؛ يعني أنّ
التعبّد لمّا اقتضى عابدا و معبودا- و ذلك نوع من الشرك لإثبات الوجودين- فأعمالي
كلّها بمثابة الزنانير المشدودة في وسطي، و أنا متحيّر بين عقدها و قطعها، فلا
أقدر عقدها؛ أي الإتيان بها، بتوحيد، أي بما يثبت التوحيد؛ لأنّه يستلزم الشرك، و
لا أقدر قطعها؛ أي تركها، لتوحيده؛ أي لأجل التوحيد.
و قال: (التقرّب إلى اللّه تعالى ببذل الدّنيا فعل الصالحين، و
التقرّب إلى اللّه ببذل النفس فعل المريدين، و التقرّب إلى اللّه باللّه فعل
العارفين).
أقول: أراد بالصالحين أهل الشريعة، الذين أعجزوا ظاهرهم و باطنهم
بالصلاح، و بالمريدين أهل الطريقة، الذين خرّبوا وجودهم بكسر النفس، و إفناء
حظوظها، و بالعارفين أهل الحقيقة القائمين بوجود الحقّ بعد فناء وجودهم.
اسم الکتاب : شرح كلمات باباطاهر العريان؛ مسايل حكمية فى المعارف و المشاهدات الربانيه المؤلف : عين القضاة الجزء : 1 صفحة : 108