responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نور الحقيقة ونور الحديقة في علم الأخلاق المؤلف : الشیخ البهائي    الجزء : 1  صفحة : 262

[الباب الثامن عشر فى المزاح و الضحك‌]

باب المزاح و الضحك‌

اما المزاح فهو ازاحة عن الحقوق، و مخرج الى القطيعة و العقوق، يصم المازح، و يؤذي الممازح.

فوصمة المازح أنه يذهب عنه المهابة و البهاء، و يجرّى‌ء عليه غوغاء السفهاء.

و أما أذيّة الممازح فلانه معقوق‌[1] بقول كذب، أو فعل ممضّ ان أمسك عنه أحزن قلبه، و ان قابل عليه خان أدبه.

فحق على العاقل أن يتّقيه، و ينزه نفسه عن وصمة مساويه.

فعن النبي 7: المزاح استدراج من الشيطان و اختداع من الهوى.

و قال عمر بن عبد العزيز: المزاح سباب، الا أن صاحبه يضحك.

و قيل: انما سمي مزاحا، لانه يزيح عن الحق.

و قال بعضهم: لو كان المزاح فحلا لم ينتج الا شرا.

و قال بعض الادباء: من كثر مزاحه زالت هيبته.

و قال بعض البلغاء: من قلّ عقله كثر هزله.

على أنه قل ما يخلو من المزح من كان سهل الاخلاق لطيف النفس.

فالعاقل يتوخي من مزحه احدى خصلتين لا ثالث لهما:

اما: استيناس المخاطبين، و التودد الى المخالطين.


[1] مملوء، يقال عقت الدلو: اذا طلعت من البئر مملوءة.

اسم الکتاب : نور الحقيقة ونور الحديقة في علم الأخلاق المؤلف : الشیخ البهائي    الجزء : 1  صفحة : 262
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست