responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نور الحقيقة ونور الحديقة في علم الأخلاق المؤلف : الشیخ البهائي    الجزء : 1  صفحة : 223

و منها: أن يتصور أن فيما وقاه اللّه من الرزايا ما هو أعظم من رزيّته، و أشد من حادثته، فيعلم أنه ممدوح بحسن الدفاع.

و لذلك قال النبي 7: ان للّه تعالى في كل محنة منحة.

و منها: أن يتسلّى بذوي الغير، و يتأسّى بأولي العبر من أهل الفضائل المصابين قبله فيعلم أن طوارق الانسان من دلائل فضله، و محنه من شواهد نبله، لان البلاء موكّل بالامثل فالامثل.

و ما ذاك الا لان ذا الفضل محسود، و بالاذى مقصود، فهيهات أن تسلم له نعمة، أو تصفى له لذة.

محن الفتى يخبرن عن فضل الفتى‌

كالنار مخبرة بفضل العود

و قلّ ما يكون محنة فاضل الا من جهة ناقص، أو بلوى عالم الا من جهة جاهل، و ذلك لاستحكام العداوة بينهما، للحسد على التقدم، فلا تكاد تجد ذا عقل في سرور متصل، و لا ذا لب في لذة كاملة.

قال علي رضي اللّه عنه: قلب العاقل بيت الاحزان.

اذا قل عقل المرء قلت همومه‌

و من لم يكن ذا مقلة كيف يرمد

و قال الحكماء: من زاد في عقله، نقص من رزقه.

و قال ابراهيم بن هلال الكاتب:

اذا جمعت بين امرأين صناعة

و أحببت أن تدري الذي هو أحذق‌

فحيث يكون النقص فالرزق واسع‌

و حيث يكون الفضل فالرزق أضيق‌

فاذا ظفر ذو المصائب بأحد هذه الاسباب تخففت أحزانه، و سهلت عليه أشجانه، فصار و شيك السلوة، قليل الجزع، و ان غفل نفسه عن دواعي السلوّ و منعها أسباب الصبر، تضاعفت عليه عدة الاسى، و هموم الجزع، و اذا تمادت به فربما أفضت به الى اتلاف النفس أو الدين، و العياذ باللّه، أو الى الضعف‌

اسم الکتاب : نور الحقيقة ونور الحديقة في علم الأخلاق المؤلف : الشیخ البهائي    الجزء : 1  صفحة : 223
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست