فصل [اسباب تسهيل المصائب]
و لتسهيل المصائب بالصبر، ليقلّ تأثيرها و ضررها- ان قارنت ذا عزم و حزم- أسباب:
منها: اشعار النفس ما يعلم من حلول الفناء، و تقضّي المسار و المضار كلها، و ان لها أجلا منصرما، اذ ليس للدنيا حال تدوم و لا لمخلوق فيها بقاء
انما الدنيا هبات
و عوار[1] مستردة
شدة بعد رخاء
و رخاء بعد شدة
و قال ابن الرومي:
رأيت حياة المرء رهنا لموته
و صحته رهنا كذلك للسّقم
و من كان في عيش يراعى زواله
فذلك في بؤس و ان كان في نعم
و منها: أن يتصور انجلاء الشدائد، و انكشاف الهموم، و انها تتقدر بأوقات لا تتصرم قبلها، و لا تستديم بعدها، و لا تقصر بجزع، و لا تطول بصبر.
حكى: ان الرشيد حبس رجلا ثم سأل عنه بعد زمان.
فقال للموكل به: قل له: ان كل يوم يمضي من نعمتك يمضي من بؤسي مثله، و الامر قريب و الحكم للّه عز و جل[2] ..
[1] كذا ظاهرا و يحتمل كونه: عواد، و مفرده بمعنى المعروف و الصلة و العطف و المنفعة.
[2] عيون الاخبار ج 6 ص 375، و الرجل هو امامنا الغريب موسى بن جعفر( ع) و قد ذكر هذا بالمعنى فى كتاب حياة الامام موسى بن جعفر ج 2 ص 500.