و من محاسن
الكلام و ظرائفه الدالّة على غزارة فطنة المتكلم و حذقه، و وفور رويته، سرعة
الجواب، مع اصابة الصواب، و ملائمة الخطاب، و ذلك في المحاضرات و المحاورات
الحالية.
و اما ما ورد
في كلام بعضهم من ذمّ تعجيل الجواب و المبادرة به، فذلك مختص بالامور المهمة و
الاراء الشأنيّة، الدينيّة أو الدنيويّة، كما في الفتيا و ما شاكلها، من المسائل
العلمية.
و كما في
الاستشارة و الفحص عن سديد الامور المهمة.
فسرعة الجواب
في هذا النحو يدل على طيش المسئول، و قلة تثبته و تدبّره و ان أصاب، بل المحمود في
مثل ذلك التأني و التفكر، و الفحص عن حقيقة الحال و سديد المقال، الموصل الى حسن
المأل.
و لا بدّ من
مراجعة ما يخطر في البال، من الرأي و تدبّره ليغسل بالفكر دنسه، و يظهر زيفه، و
لهذا نهوا عن امتثال الراي البكر، و هو: ما لم يجل الفكر فيه و تنقده بصائر
العقلاء.
و أمّا في المحاضرات
الحاليّة و المقامات المقاليّة، فسرعة الجواب فيها من أكبر الفضائل، الدالّة على
استنارة النفس و قوّة الحدس لا سيما