(الثالث) مِن النواسخ (ما، ولا) النافيتان (المشبّهتان
ب- «ليس») فى معنى النفى، وعدم التصرف (وتعملان عملها) أى: عمل «ليس» فترفعان
الاسم وتنصبان الخبر، نحو: «ما زيد قائماً» و «لا رجلٌ عالماً».
ولعملهما شروط:
بعضها شرط لهما، وبعضها شرط لأحدهما فقط.
أما شروط
عملهما فكما قال: (بشرط بقاء النفى) وعدم انتقاض النفى ب- «إلّا» الاستثنائية، فان
انتقض النفى ب- «إلا» وجب رفع خبرها نحو: «ما أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ»[1] و «لا رجل إلا عالم».
(و) بشرط (تأخر
الخبر) عن «ما» و «لا» سواء كان الخبر ظرفاً أم مجروراً أم غيرهما، فلا يصح
تقديم الخبر على نفس «ما» و «لا» فلا يقال: «عندى ما رجلٌ» ولا يقال: «فى الدار لا
رجلٌ».
وبشرط تأخر
الخبر عن الاسم، فلا يصح- أيضاً- تقديم الخبر على الاسم، فلا يقال: «ما قائماً
زيدٌ» نعم إذا كان الخبر ظرفاً أو مجروراً جاز تقديمه على الاسم مع تكرار «لا»
حينئذٍ نحو: «ما فى الدار زيد» و «لا عندك عمرو ولا بكر».