و منها:
اسماء الاشارة: و هى ما وضع للمشار اليه المحسوس؛ [2] فللمفرد المذكّر «ذا» و
لمثنّاه «ذان» مرفوع المحلّ، و «ذين» منصوبه و مجروره، [3] و إِنْ هذانِ
لَساحِرانِ (طه/ 63) متأوّل. [4] و المونّث «تا» و «ذى» و «ذه» و «تى» و «ته»
و لمثنّاه «تان» رفعا و «تين» نصبا
[1]. قوله: او مجرورا برب على ضعف اى على ضعف و شذوذ فى كون مجرور رب ضميرا لانّ
الجمهور قالو انها لا تجر الا اسما ظاهرا نكرة ففيها على قولهم حينئذ شذوذان فتدبر
جيدا. (مدرس)
[2]. قوله:
للمشار اليه المحسوس اى المحسوس المشاهد بالباصرة لا بسائر الحواس و الا كان مجازا
قال التفتازانى فى بحث تعريف المسند اليه باسم الاشارة: اصل اسماء الاشارة ان
يشاربها الى مشاهد محسوس قريب او بعيد فان اشير بها الى محسوس غير مشاهد نحو: تلك
الجنّة او الى ما يستحيل احساسه و مشاهدته نحو: ذلكم اللّه ربّكم فلتصييره
كالمشاهد و تنزيل الاشارة العقلية منزلة الحسية. (مدرس)
[3]. قوله: ذان
مرفوع المحل هذا على القول ببناء التثنية كالمفرد و الا فهو مرفوع لفظا لان شبه
الحرف عارضه ما يقتضى الاعراب و هو التثنية التى هى من خصائص الاسماء و لا يرد على
ذلك يا زيدان و لا رجلين حيث بنيا اذا التثنية فيهما مورود و فيما نحن فيه وارد.
(مدرس) على القول المصنف ليست الالف فيه علامة الرفع و الياء علامة النصب و الجر
لانّهما ليسا مثنّيين حقيقة بل هما مبنيان جىء بهما على صورة المثنّى لانّ من شرط
التثنية قبول التنكير و اسماء الاشاره ملازمة للتعريف ففى حالة الرفع وضعا على
صيغة المثنى المرفوع و فى حالة النصب و الجر وضعا على صيغة المثنى المنصوب و
المجرور هذا على مذهب ابن الحاجب و ذهب بعض المحققين الى انهما معربان و مثنيان
حقيقة و هو الظاهر. (سيّد)
[4]. قوله: و
انّ هذان لساحران، متاوّل؛ و تاويله بأوجه:
احدها: انّ اسم
انّ ضمير شأن محذوف، و الاصل: انّه هذان لهما ساحران. فحذف المبتداء و هو كثير، و
حذف ضمير الشأن، كما حذف من قوله: انّ من اشدّ الناس عذابا يوم القيمة المصوّرون،
و هو ضعيف.
الثانى: انّ
«انّ» بمعنى نعم، مثلها فى قول ابن الزّبير لمن قال له لعن اللّه ناقة حملتنى
اليك: انّ و راكبها، اى: نعم و لعن راكبها، و هى لا تعمل شيئا، لانّها حرف تصديق
فلا اسم لها و لا خبر. و هذان: مبتداء، و ساحران: خبر لمتبداء محذوف، اى: لهما
ساحران، و يضعفه ان الجمع بين لام التوكيد و حذف المتبداء كالجمع بين متنافيين.
الثالث: انه
جاء عالى لغة خثعم و بلحارث بن كعب و كنانه و آخرين فانهم يستعملون المثنّى بالالف
دائما نحو:
«إنّ اباها و
ابا اباها» و اختار هذا الوجه ابن مالك.-
اسم الکتاب : الفوايد الصمدية المؤلف : الشیخ البهائي الجزء : 1 صفحة : 39