اسم الکتاب : الفوايد الصمدية المؤلف : الشیخ البهائي الجزء : 1 صفحة : 40
و جرّا، و لجمعهما «اولاء» مدّا و قصرا، و تدخلها «هاء»
التنبيه و تلحقها «كاف» الخطاب بلا لام للمتوسّط، و معه للبعيد، [1] الّا في
المثنى و الجمع عند من مدّه، و فيما دخله حرف التنبيه. [2]
فالحرفىّ:
كلّ حرف اوّل مع صلته بالمصدر، و المشهور خمسة: «انّ» و «ان» و «ما» و «كى» و
«لو»، نحو: أَ وَ لَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا (العنكبوت/ 51) وَ أَنْ
تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ (البقرة/ 184) و بِما نَسُوا يَوْمَ
الْحِسابِ (ص/ 26) لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ (الاحزاب/
37)
يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ. (البقرة/ 96)
- الرابع: انه لمّا ثنّى هذا اجتمع الفان الف هذا و الف التثنية فوجب حذف احدهما
لالتقاء الساكنين فمن قدّر المحذوفة الف هذا و الباقية الف التثنية قلبها فى النصب
و الجرّياء و من قدّر العكس لم يغيّر الالف عن لفظها.
(سيّد)
و ليعلم ان
القراءة المهشورة بتخفيف نون ان على انّه مخفّفة من المثقّلة.
الاوّل: فهم من
كلامه انّ ما لا تلحقه كاف الخطاب من اسماء الاشارة للقريب، و امّا اللّام فلا تقع
بدون الكاف، فعلم: انّ اسماء الاشاره ثلاث مراتب: قربى: و هى المجرّدة من الكاف و
اللّام، و وسطى: و هى الّتى بالكاف وحدها، و بعدى: و هى المقرونة بهما فى غير
المثنى و بالنّون المشدّدة فى المثنى فعلى هذا للواحد المذّكر القريب «ذا» و
للمتوسّط «ذاك» و للبعيد «ذلك» و لمثنّى القريب «ذان» رفعا، «ذين» نصبا و جرّا، و
للمتوسّط «ذانك» و «ذينك» بتخفيف النون، و امّا بتشديد ها فللبعيد، و لجمعه القريب
«اولا» و للمتوسّط «اولئك» و للبعيد «اولالك» بالقصر، و قس على ذلك المؤنث؛ هذا هو
مذهب الجمهور و قضيته انّ القصر فى «اولا» يتعيّن فى البعد ليدخل اللام و يبطله ما
مرّ من انّ القصر لغة تميم و المدّلغة الحجازيّين فتأمّل.
الثانى: قد
يشار الى القريب بما للبعيد لعظمة المشير، نحو: و ما تلك بيمينك، او المشار اليه
نحو: ذلك الكتاب، او لتحقيره، نحو: ذلك اللّعين، و قد يشار الى البعيد بما للقريب
لحكاية الحال، نحو: بل هؤلاء و هؤلاء من عطاء ربّك، و هذا من شيعته، و هذا من
عدّوه، و قد يتعاقبان مشارا بهما الى ما ولياه؛ كقوله تعالى متّصلا بقصّة عيسى (ع)
ذلك نتلوه عليك، ثم قال: انّ هذا لهو القصص الحق. (سيّد)
[2]. قوله:
الّا فى المثنى، اى: مطلقا، و الّا فى الجمع عند من مدّه، و الّا فيما دخله حرف
التنبيه فلا تلحقهن كاف الخطاب مع اللّام، لا يقال: ذان لك و لا اولاء لك، و لا
هذا لك فإن اريد الاشارة الى المثنى البعيد قيل: ذانك، بتشديد النّون، او الجمع
البعيد قيل اولالك باللّام مع القصر. (سيّد)
[3]. و هو
المقصود بالذكر هنا، اذ الكلام فى المبنيّات من الاسماء، و ذكر الحرفى هنا ايثارا
للفائدة، و قد سبق الى ذلك غير واحد، و انّما بنى الموصول الاسمى لشبه بالحرف فى
الاستعمال، لافتقاره المتأصّل الى جملة. (سيّد)
اسم الکتاب : الفوايد الصمدية المؤلف : الشیخ البهائي الجزء : 1 صفحة : 40