responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العروة الوثقى في تفسير سورة الحمد للشيخ البهائي و الرحلة للشيخ حسين (والد الشيخ البهائي) المؤلف : الشیخ البهایي؛ العاملي، الشيخ حسين بن عبد الصمد (والد الشيخ البهائي)    الجزء : 1  صفحة : 89

كتقديره مستترا[1].

و أمّا تأخير العامل؛ فلما فيه من تقديم ما هو الحقيق بالتعظيم؛ و لاقتضائه قصر الاستعانة و التبرّك على اسمه- جلّ و علا[2]- قصرا حقيقيّا أو إضافيّا قلبيّا؛ ردّا على المشركين في قولهم: «باسم اللات و العزّى»[3]؛ و ليوافق تقديم الاسم الكريم على ما تلاه تقدّم مسمّاه على ما سواه.

و كان من حقّ الباء أن تفتح؛ وفاقا لسائر أخواتها من التاء و الكاف و الواو و الفاء و غيرها من حروف المعاني‌[4] التي لمّا كثر الابتداء بها- و قد منع إفرادها و رفضهم الابتداء بالساكن من سكونها الذي هو الأصل في المبنيّات- عوّضوها عنه بالفتحة التي هي أخته في الخفّة، و إنّما كسروها؛ لانفرادها من بينهنّ بلزوم الحرفيّة و الجرّ، فحرّكوها بالكسرة المناسبة للسكون الذي هو حلية الحروف، مناسبة القلّة للعدم‌[5]؛ و لتكون حركتها موافقة لأثرها، كما كسروا لام الأمر و لام الجرّ داخلة على مظهر؛ لتمتاز عن لام الابتداء فيما لا يظهر فيه أثر العامل كالمبنيّ و التقديريّ و الموقوف عليه، و لم يخشوا التباس اللّامين الأوّلين؛ لتمايز مدخوليهما بالفعليّة و الاسميّة، و لا الأخيرين حال الدخول على مضمر؛ للتمايز بالاتّصال و الانفصال.

و أمّا كسر الجارّة ل «ياء» المتكلّم؛ فللتناسب، كما أنّ فتح لام المستغاث للتميّز عن المستغاث له؛ مع أنّ وقوعه موقع كاف «أدعوك» قد صيّره في حكم المضمر.


[1]. في هامش« ع» و« ش» و« ق»:« أي إنّ تقدير قراءتي يقتضي تقدير فاعل بارز و هو ياء المتكلّم، و تقدير« أقرأ» إنّما يقتضي تقديره مستترا استتارا واجبا؛ إذ استتار الفاعل في المضارع المبدوء بالهمزة واجب».

( منه ;).

[2]. في« ق»:« جلّ شأنه».

[3]. حكاه- عنهم- الزمخشري في« الكشّاف» ج 1، ص 29، حيث قال:« لأنّهم كانوا يبدؤون بأسماء آلهتهم، فيقولون: باسم اللات، باسم العزّى، فوجب أن يقصد الموحّد معنى اختصاص اسم الله- عزّ و جلّ- بالابتداء».

[4]. قال السيّد الشريف الجرجاني:« حروف المعاني: ما يقابل الأسماء و الأفعال؛ فإنّها موضوعة للمعاني، و أمّا الألفاظ المبسوطة التي يتركّب منها الكلم فتسمّى حروف المباني». لاحظ« حاشيته على الكشّاف» ج 1، ص 32.

[5]. قال السيّد الشريف الجرجاني:« و الكسر بمنزلة العدم؛ لقلّته؛ إذ لا يوجد في الأفعال و لا في غير المنصرف من الأسماء و لا في الحروف إلّا على الندرة». لاحظ« حاشيته على الكشّاف» ج 1، ص 33.

اسم الکتاب : العروة الوثقى في تفسير سورة الحمد للشيخ البهائي و الرحلة للشيخ حسين (والد الشيخ البهائي) المؤلف : الشیخ البهایي؛ العاملي، الشيخ حسين بن عبد الصمد (والد الشيخ البهائي)    الجزء : 1  صفحة : 89
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست