الحذف؛ إذ القرآن يفسّر بعضه بعضا. و في الحديث: أنّ النبيّ 6 أمر من أوى إلى فراشه أن يقول: «باسمك ربّي وضعت جنبي، و بك
أرفعه»[1].
و في حديث أبي ذرّ و حذيفة- رضي الله عنهما- أنّه 6 كان
إذا أوى إلى فراشه، يقول: «باسمك اللهمّ أحيا و أموت»[2].
و لأنّ ما يدلّ
على ملابسة الاسم الأقدس لمطلق القراءة أولى ممّا هو صريح في التقييد بابتدائها،
كيف؟ و الأ حقّ بأن يقصد بالبسملة الاستعانة عليه هو القراءة بجملتها؛ لتقع
بأجمعها على الوجه اللائق من حضور القلب و عدم اشتغاله في أثنائها بغير الإقبال
على الحقّ جلّ شأنه.
و ما قيل من
اقتضاء إضمار «أبدأ» العمل بحديث[3]
الابتداء لفظا و معنى، و إفضاء تقدير «أقرأ» إلى رفض العمل به لفظا[4]
فممّا لا يستحقّ في مثل هذه المقامات الإصغاء إليه، فضلا عن التعويل عليه[5].
و أمّا إيثاره
على «قرائتي»[6]؛
فلزيادة التقدير حينئذ ضرورة إضمار الخبر[7]؛ إذ تعلّق الظرف بها يمنع
جعله خبرا لها؛ على أنّ تقدير الفاعل بارزا ليس
[1].« صحيح البخاري» ج 8، ص 87، كتاب الدعوات، باب
التعوّذ و القراءة عند النوم، ح 5961.
[2].« صحيح البخاري» ج 8، ص 88، كتاب الدعوات، باب ما
يقول إذا أصبح، ح 5965 و 5966؛« بحار الأنوار» ج 73، ص 218، باب القراءة و الدعاء
عند النوم، ح 25.
[3].« التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري 7»
ص 25؛« الكشّاف» ج 1، ص 31؛« كنز العمّال» ج 1، ص 555، الباب السابع، الفصل الثاني،
ح 2491.
[4]. هذا القول منسوب إلى الخسرو الرومي كما نقل الآلوسي
في« روح المعاني» ج 1، ص 49.
[5]. في هامش« ق» و« ع» و« ش»:« أمّا أوّلا؛ فلأنّ
المحافظة على موافقة لفظ الحديث إنّما يليق أن تجعل نكتة في كلام المصنّفين و من
ينخرط في سلكهم لا في كلام الله- تعالى شأنه- كما لا يخفى على من له طبع سليم.
و
أمّا ثانيا؛ فلأنّ البحث إنّما هو في ترجيح تقدير الفعل الخاصّ ك« أقرأ» و« أتلو»
و ما في معنا هما على تقدير الفعل العام ك« أبدأ» و« أشرع» و ما شاكلهما، كما
يقتضيه استدلالهم الأوّل و الثالث، لا في ترجيح تقدير خصوص« أقرأ» أعني فعلا مصدره
القراءة على خصوص« أبدأ» أعني فعلا مصدره البداءة.
و
الحاصل أنّ هذه النكتة كما أنّ فيها خروجا عن قانون الأدب، ففيها خروج عن موضع
النزاع أيضا».( منه ;).