و قد اختلفوا
في أنّها مكّيّة أو مدنيّة؟ و الأوّل هو المرويّ عن ابن عبّاس[1]- رضي الله عنهما-. و قد
يستدلّ عليه بقوله- عزّ و علا- في سورة الحجر: وَ لَقَدْ آتَيْناكَ
سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي[2]، و هي مكّيّة
بنصّ جماعة من السلف[3].
و أمّا ما روي-
من أنّ السبع المثاني هي السبع[4]
الطّول[5]-
فلا ينهض بمعارضة[6]
الروايات الدالّة على أنّها الفاتحة[7]؛
لكنّ التعبير عن المستقبل المتحقّق الوقوع بالماضي
[1].« أسباب النزول» للواحدي، ص 16؛« الجامع لأحكام
القرآن» للقرطبي، ج 1، ص 115.
[3].« أسباب النزول» للواحدي، ص 16؛« التفسير الكبير»
للرازي، ج 1، ص 183.
[4]. في هامش« ق» و« ش»:« قوله: هي السبع الطول. الطول-
بضمّ الطاء و فتح الواو- جمع طولى مؤنّث أطول، و المراد بها سورة البقرة، و آل
عمران، و النساء، و المائدة، و الأنعام، و الأعراف، و الأنفال مع التوبة؛ لأنّها
في حكم السورة الواحدة؛ لنزولها معا و لذلك سمّيتا القرينتين، و ذهب بعضهم إلى أنّ
السابعة سورة يونس».( منه ;).
و
كذا في« د» مع تفاوت يسير بأنّ في آخره هذه العبارة:« لنزولهما معا، و تسمّيان
القرينتين، و لذلك لم يفصل بينهما بالبسملة ...».( منه ;).
[5].« سنن النسائي» ج 2، ص 140؛« الجامع لأحكام القرآن»
للقرطبي، ج 10، ص 54- 55، ذيل تفسير الآية 87 من سورة الحجر.
[7].« سنن الترمذي» ج 5، ص 297، ح 3124- 3125؛« سنن
النسائي» ج 2، ص 139؛« تفسير العيّاشي» ج 1، ص 36، ح 17؛« التبيان» ج 1، ص 20؛«
مجمع البيان» ج 6، ص 129، ذيل تفسير الآية 87 من سورة الحجر.