الآية السابقة، فقال في هامشه: «هذه الوجوه أيضا ممّا لم تجتمع في غير
هذا التفسير»[1].
نكتة
و الظاهر أنّ
المؤلّف ; أراد في هذا الكتاب أن يفسّر القرآن جميعا؛ لوجوه:
الأوّل: أنّه
لم يكتف فيه بتفسير الفاتحة، بل فسّر أيضا آيات من سورة البقرة و إن لم يمكن له
الوصول إلى هذا المقصود، أو أمكن له و فسّرها جميعا و فقدت و لم يصل إلينا. و الله
أعلم.
و الثاني: أنّه
; صرّح في إجازة له بأنّه تفسير كبير؛ و لذا كتب بخطّه في إجازته لتلميذه
السيّد محمد الباقر الحسيني[2]
هكذا:
و كذلك أجزت له
أدام الله معاليه و قرن بالسعادة أيّامه و لياليه أن يروي عنّي جميع مؤلّفاتي،
سيّما التفسير الكبير الموسوم بالعروة الوثقى و التفسير الصغير الموسوم بعين
الحياة ....[3]
و الحال أنّ
تفسيره الصغير المسمّى بعين الحياة و إن كان تفسير مختصرا، لكنّه- بالنسبة إلى هذا
الكتاب «العروة الوثقى»- كان أكبر تفسيرا و أكثر حجما؛ لأنّه بعد أن فسّر سورة
الفاتحة بدأ في تفسير سورة البقرة إلى قوله عزّ و جلّ فَتَلَقَّى آدَمُ
مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ[4]، و من سورة آل
عمران ينتهي تفسيره إلى قوله تبارك و تعالى: إِذْ قالَتِ
امْرَأَتُ عِمْرانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً[5].
فوصفه العروة
الوثقى بتفسير الكبير مشعر بأنّه أراد أن فسّر الآيات جميعا.
و الثالث: أنّه
; جعل هذا الكتاب في الإجازة المتقدّمة تحت عنوان «جميع مؤلّفاتي» و هو
مشعر أيضا بأنّه ; ألّفها و فرغ من تأليفها، مع وصفه في الإجازة بالتفسير
الكبير.
و الرابع: أنّه
; صرّح في مقدّمة تفسيره الصغير المسمّى ب «عين الحياة» بهذه العبارة:
الحمد للّه
الذي أنزل على عبده الكتاب و لم يجعل له عوجا ... هذا يا إخوان الدين و خلّان