كلّ من تعرّض-
من العلماء و أصحاب التراجم و المعاجم- لترجمة شيخنا البهائي قدس سرّه عدّ هذا
الكتاب من مصنّفاته، و هو تفسير مزجيّ من الآيات و الروايات، و فيه خلاصة ما أثر
عن النبيّ 6 و أهل بيته عليهم السّلام في التفسير، و
ما قاله متقدّمو المفسّرين و المتأخّرون مع تحقيقات أنيقة و تدقيقات رشيقة من
المؤلّف ;.
كتبه رحمه
اللّه بعد تصنيف حاشيته على «أنوار التنزيل» و «الكشّاف» و «مجمع البيان». و امتاز
هذا التفسير بأنّه موجز غاية الإيجاز مع شموله لنكات و لطائف لم تنتظم في كتاب و
لا رسالة إلى الآن، كما صرّح المؤلّف ; بهذا الامتياز في مواضع من
العروة.
فمنها: أنّه
بعد أن فسّر ; قوله تبارك و تعالى: إِيَّاكَ نَعْبُدُ
وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ و أنّه ذكر في تقديم العبادة على الاستعانة
وجوها ثمانية، قال في هامشه:
«هذه الوجوه
الثمانية لم تنتظم قبل هذا التفسير في سلك»[1].
و منها: ما
ذكره ; في وجوه الالتفات من الغيبة إلى الخطاب، في تفسير الآية الشريفة:
إِيَّاكَ
نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ و هي أربعة عشر وجوها، فقال في هامشه:
«اجتماع هذه
الوجوه الأربعة عشر في هذا التفسير من جملة مزاياه التي امتاز بها عن باقي
التفاسير»[2].
و منها: ما
ذكره ; في وجوه إيثار صيغة المتكلّم مع الغير على المتكلّم وحده، ذيل
تفسير