فها أنا لا علم
لي بالعلم، و لا فقه بالفقه، و لا أصول في الأصول، و لا كلام في الكلام، و لا
معقول في المعقول، و لا منقول في المنقول، و لا منطق في المنطق، و لا حكمة في
الحكمة، و لا رياضة في الرياضيات، و لا هيئة في الهيئة، و لا حساب في الحساب، و لا
طبيعة في الطبيعيات، بل و لا حقيقة في الحقيقة، و لا طريقة في الطريقة، و لا نحو
في النحو، و لا تصريف في التصريف، و لا معاني في المعاني، و لا بيان في البيان، و
لا بديع في البديع، و لا لغة في اللغة، و لا شعور في الشعر، و لا نظم في النظم، و
لا نثر في النثر.
شعرا
ماذا يريد
العاذلون بعذل من
لبس
الجهالة فاستراح و راحا
فصل [داعيك
هذا الحارثيّ، و ما أدراك ما الحارثي]
داعيك هذا
الحارثيّ، و ما أدراك ما الحارثي! قد قطعه الفضول عن الفضل، و منعه العدول عن
العدل، فصار يكذّب الثناء، و يخيّب الرجاء، شعره خامل، ليس له حامل، نثره منثور
على المزابل، ليس له مزاول، شرّه موجود و خيره مفقود، ميزانه و كيله، و لسانه
أكيله، و كيسه أنيسه، و رغيفه أليفه، و يمينه أمينه، و خاتمه خادمه، و صندوقه
صديقه.