responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العروة الوثقى في تفسير سورة الحمد للشيخ البهائي و الرحلة للشيخ حسين (والد الشيخ البهائي) المؤلف : الشیخ البهایي؛ العاملي، الشيخ حسين بن عبد الصمد (والد الشيخ البهائي)    الجزء : 1  صفحة : 183

قد خيّم غيمه و طنّب، و أسهب ثلجه و أطنب، و عاد الجوّ أشيب، و أدهم الجبال أشهب، يوم فضّي الجلباب، مسكيّ النقاب، معقود السحاب، محول السخاب، ليلة قد هلك إهابها، كأنّ الصبح يهابها.

فصل [وصفه للشتاء و الربيع‌]

إذ نحن في يوم حلّت عنه أيدي الأنواء أزرار الأنوار، و أذاع لسان النسيم أسرار الأزهار، فأذاع الهوى أسراره، و فضّص ذوب الثلج أنهاره، و عطّر القطر وروده و بهاره، و خيّطت يد الربيع براقع جلّناره، و طرح في أوراقه جلّ ناره. يوم قد راق شبابه، و راق شرابه، قد هبّت فيه أرواح الربيع، على أرواح الجميع. يوم ساكن الريح خفيف الرّوح، رقيق الراح كثير الرّوح، قد وشّحنا راحنا براحه، و روّحنا أرواحنا بنسيم أرواحه. يوم محلول فيه عصائب الأزهار، مسلول فيه قواضب الأنهار، ماؤه خصر، و روضه خضر، فيه أطرف زهر، في أظرف دهر. يوم واضح نهاره، متبرّج بهاره، أنيقة أشجاره، رقيقة أسحاره، مغرّدة أطياره، متقاربة أطواره، ليلته كبرد الشباب، و برد الشراب، كواكبه المضيئة عقود، و ثريّاه الوضيئة عنقود.

فصل [رفقائنا من الأعاجم‌]

و أمّا رفقاؤنا من الأعاجم، فإنّا نثني عليهم مدى الأيّام، فلقد كانوا شفيقين رفيقين ألبّاء حازمين. أمّا السيّد أسد اللّه فهو أسدّ حازم و أشدّ جازم، فهو سيّد أقرانه، و سند إخوانه، ذو همّة تعزل السماك الأعزل لسموّها، و تجرّ على المجرّة ذيل علوّها؛ و لقد كان (حسن) حسنا مجيبا، و لبيبا حبيبا؛ و لم يزل (فتح اللّه) منّا قريبا؛ و لقد كانت تطلع شمسنا و تستضيئ من فانوسنا ليلا و نهارا؛ و لقد كان سيفنا يقطع مجرّدا و هو في جفنه سرّا و جهارا.

اسم الکتاب : العروة الوثقى في تفسير سورة الحمد للشيخ البهائي و الرحلة للشيخ حسين (والد الشيخ البهائي) المؤلف : الشیخ البهایي؛ العاملي، الشيخ حسين بن عبد الصمد (والد الشيخ البهائي)    الجزء : 1  صفحة : 183
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست