ثمّ كان لنا بعد ذلك شأن و أيّ شأن، إذ حللنا قبل النيروز بيوم كاشان،
فأقمنا فيها أيّاما قضينا فيها تفثنا و وفينا نذورنا، و رتقنا فيها كثيرا ممّا كان
انفتق من أمورنا.
فصل [لقد سرق
متاعنا الاكراد]
و لقد سرق
متاعنا الأكراد ... ما تركوا لنا فضّة إلّا فضّوها، و لا ذهبا إلّا ذهبوا به، و لا
علفا إلّا علّفوه، و لا غلّة إلّا غلّوها، و لا مالا إلّا و مالوا عليه، و لا عرضا
إلّا تعرّضوا له، و لا حالا إلّا حالوا عليها، و لا فرسا إلّا افترسوه، و لا سبدا
إلّا استبدّوا به، و لا بزّة إلّا ابتزوّها، و لا خلعة إلّا خلعوها، و لا حلّيا
إلّا احتلّوه، و لا قميصا إلّا تقمّصوه، و لا جبّة إلّا جبّوها، و لا مئزرا إلّا
تأزّروا به، و لا عباءة إلّا عبّوها، و لا خرجا إلّا خرجوا به ...
فصل [لقد
كنّا مع شطّ المسافة]
و لقد كنّا مع
شطّ المسافة، و كونها مسّ آفة، و إشطاط المخافة، و كونها مخّ آفة، نستعذب في
طريقنا هذا العذاب، و نستطيب النصب و الأوصاب، و نستبرد ظلّ الدباء لما منحنا من
الخلاص من أيدي الأعداء، فلقد كان النهار كالبهار، و الليل كالبليل و البرد
كالبرود، و الحرّ كبرد السلسبيل.
فصل [يوم قد
اعتمّ بالمشيب]
بينا نحن في
يوم قد اعتمّ بالمشيب، و اغتمّ على فقد الحبيب، قد زرّ عليه جيب الضباب، و انسحب
فيه ذيل السحاب، يوم شقّ بسيف البرق ثوبه و انتدب، و ناح بالرعد و ندب، و بكى و
انتحب، و جاء و ذهب و وهب، و لسان رعده ناطق، و قلب برقه خافق، تنطق رعوده بألسنة
الجلباب، و تخفق بروقه بذوائب اللهب و ذائب الذهب، قد هطلت سماؤه كافواه القرب، و
تقرّب إلى الأرض بأنواع القرب، يوم