و قد يوضح عن أمره و أمرى، ربّ سامع بخبري لم يسمع بعذري. مع أنّه قد
قيل:
إذا كان لك من
التقوى لباس، فما عليك من الأقوال باس.
شعرا
و ليس
الفتى من تحمل الضيم نفسه
و يألف
للأسقاط نصب الأنامل
أرى الموت
أحلى موردا من مذلّة
و رفع عدوّ
خافض في الأراذل
على أنّ وجوب
الهجرة من بلاد الجور- التي لا يتمكّن فيها من إظهار شعائر الإيمان- قويّ متلقى
بالقبول، و وجوب التحرّز عن الضرر المظنون- فضلا عن الحاصل- واجب عند ذوي العقول.
و أيّ ضرر أدهى من منع العلم من أهله، و إهمالنا في مثل هذا الزمان ما خلقنا
لأجله؟! بل أيّ داء أدوى من اشتغال الحدس، بتوجه تطرّق الخوف على النفس؟! و الشيخ-
درأ اللّه عنه شرّ ما ذرأ- أعلم بمواقع الأقدار، و قوارع الليل و النهار، فهو أعلى
من أن ينبّه من سنة، أو يدلّ على سنّة، فمن أراد أن يزيده تبصيرا، و يخبره بما لم
يكن به خبيرا، كان كمن أهدى إلى الأرض هدوّا، و أسمى إلى السماء سموّا، و إنّما
هذه نفثة مصدور، جوابا لسؤال مقدّر أو مذكور.
و كيف أرضى
بالأعداء أصحابا، و بالتراب أترابا.
شعرا
أأرضى
بسكنى منزل لم أجد به
سوى زاهد أو
جاهل في الفضائل
و البس ثوب
الهون فيه إذا نبا
بفضل و كم
من منزل في الفضاء لي
هذا مع أنّي- و
للّه المنّة- فوق ما تعهده منّي، إن فكّرت فجواهر العقود، أو تكلّمت فمعقود
العنقود.