هذه نصّ كلمة الشيخ، و هي نفثة مصدور عبّر بها- كما قلنا- عن آلامه و
امتعاضه و تكاثر حسّاده و منافسيه، و ما كان أكثر هؤلاء الحسّاد و المنافسين بلا
شكّ إلّا من ذوي الأطماع و عباد المصالح الشخصيّة و الجاه الزائف[1].
و منها: ما قال
الأستاذ قدري حافظ طوقان:
إنّه عند ما
علم الشاه عباس حاكم الدولة الصفويّة بعودة الآملي إلى أصفهان ذهب بنفسه إليه، و
أحاطه بالإكرام و الجلّة، و عرض عليه منصب رئاسة العلماء و مع أنّه لم يقبل هذا
المنصب فقد بقي صاحب المقام الأوّل عند الشاه إلى أن وافاه أجله[2].
و منها: قال
أبو المعالي الطالوي:
تنقلت به
الأسفار إلى أن وصل إلى أصفهان، فوصل خبره إلى سلطانها الشاه عباس، فطلبه لرئاسة
العلماء فوليها و عظم قدره و ارتفع شأنه إلّا أنّه لم يكن على مذهب الشاه في
زندقته؛ لانتشار صيته في سداد رأيه، إلّا أنّه غال في حبّ آل البيت و ألّف
المؤلّفات الجليلة[3].
و منها: ما قال
الأستاذ الشبيبي:
كان ;
على جانب عظيم من رحابة الصدر وسعة الأفق، اتّصل بشتّى الطوائف، و باحث مللا و
نحلا، و لم يتحرج من أخذ الحكمة أينما وجدت. و بذلك نال ثقة أبناء مختلف الملل و
النحل، و كان العصر الصفوي بحاجة إلى إمام مثل هذا الإمام المجدّد المصلح؛ بل كان
مفتقرا إلى توجيهه و إرشاده في رتق الفتوق و رأب الصدوع الكثيرة في العصر المذكور،
و قد عمل على توحيد الآراء و جمع الشتات، و عول السلاطين و الأمراء على آرائه في
الإصلاح و حسم مادّة النزاع الداخلي بالوسائل السليمة على قدر الإمكان و في كثير
من الأحيان ... خلق هذا الإمام على حبّ الحريّة و التخفّف، و مجافاة التصنّع و
التكلّف، مشغوفا بطاهر البساطة في الحياة.[4]
ختم تطوافه
بالعودة إلى أصفهان حيث أقام البقيّة الباقية من حياته، ثمّ اتّصل بالشاه عباس
الصفوي من جديد، فأكرمه و أعلى مقامه و عهد إليه بمشيخة الإسلام في إيران، فعزّت
به دولة العجم، و استنارت برأيه، و كان سلطانها لا يفارقه سفرا أو حضرا، و تبسّمت