له الأيّام في مصاحبة هذا السلطان، فقدّم له مخصصات مالية كبيرة توزع-
حسب رأيه و مشورته- على الفقراء و المحتاجين، فبسط يده، و فتح أبوابه لكلّ محتاج،
«و كانت له دار مشيدة البناء، رحيبة الفناء، يلجأ إليه الأيتام و الأرامل، و يفد
عليها الراجي و الآمل، فكم مهد بها وضع، و كم طفل بها رضع، و هو يقوم بنفقتهم بكرة
و عشيّا، و يوسعهم من جاهه جنابا مغشيا، مع تمسّكه بالعروة الوثقى، و إيثار الآخرة
على الدنيا، و الآخرة خير و أبقى، و لم يزل آنفا من الإنجاس إلى السلطان، راغبا في
الغربة عازفا عن الأوطان»[1].
و خير الكلام
في هذا المقام كلام خير الأنام 7:
في حديث عن أبي
بصير، عن أبي عبد اللّه 7 قال: سمعته يقول: «ما من جبّار إلّا و معه
مؤمن يدفع الله- عزّ و جلّ- به عن المؤمنين ...»[2] الحديث.
آثاره
العلمية
ترك الشيخ رحمه
اللّه تراثا قيّما واسعا في العلوم النظرية منها و العلمية و التجريبية، و الشروح
على مؤلّفاته أكثر من كتبه، و الحواشي على مصنّفاته أضعاف ما ألّف و صنّف. و آثاره
كثيرة جدّا، حتّى قيل: تبلغ مائتين، بين كتاب كبير و رسالة صغيرة و قصيدة و لغز.
و نحن نذكر هنا
ما عثرنا عليه في كتب التراجم و بعض مقدّمات الكتب و الرسائل المطبوعة.
و الأنسب هنا
أن نستفيد من تحقيقات أنيقة و جديدة استقصاها أستاذ العلوم التفسيريّة و محقّق
الفنون القرآنيّة، الدكتور السيّد محمد باقر حجّتي ;[3] حول آثار المؤلّف ; و
بوّبها
[1]. انظر« سلافة العصر» ص 290- 291؛« معالم الأدب
العاملي» ص 280، نقلا عن الثقافة الإسلاميّة، العدد الخامس، ص 161، من مقالة الدكتور
حسن محمود أبو عليوي.
[2].« الكافي» ج 5، ص 111، ح 5؛« تهذيب الأحكام» ج 6، ص
336، ح 929؛« وسائل الشيعة» ج 17، ص 186، أبواب ما يكتسب به، الباب 44، ح 4.
استقصيت
مؤلّفات الشيخ البهائي من المجاميع و فهارس المكتبات و الموسوعات و كتب التراجم و
شتّى مآخذ أخرى ... و اجتمع لديّ في هذا التحقيق ما لم يجتمع لأحد من قبل من كتب
الشيخ.
استطعت
من خلال استقصائي أن أتعرّف حتّى الآن على مائة و ثلاث و عشرين أثر من الشيخ
البهائي، و لا شكّ-- أنّ غيرها- ممّا فقد أو لا زال مجهولا- أكثر من هذا.
...
و لا يخفى على المتتبّع الباحث ما يستغرقه مثل هذا التفصّي من وقت طويل، و جهد
كبير، و صبر و معاناة.
انظر«
الثقافة الإسلاميّة» العدد الخامس، ص 13 و 14، نقلا عن مقالة المحقّق.