المحبوب، كما في قول موسى- على نبيّنا و 7-: هِيَ
عَصايَ[1].
[وجوه إيثار
صيغة المتكلّم مع الغير]
و إيثار صيغة
المتكلّم مع الغير على المتكلّم وحده؛ للإرشاد إلى ملاحظة القارئ دخول الحفظة، أو
حضّار صلاة الجماعة، أو كلّ ذرّة من ذرّات وجوده من قواه و حواسّه الظاهرة و
الباطنة و غيرها، أو جميع ما حوته دائرة الإمكان و انطوى عليه نطاق الحدوث و اتّسم
بسمة الوجود، كما قال عزّ من قائل: وَ إِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ
بِحَمْدِهِ[2].
أو للإيذان
بحقارة نفسه عند باب العظمة و الكبرياء عن عرض العبادة منفردا، و طلب الإعانة مستقلّا
من دون الانضمام و الدخول في جملة جماعة يشاركونه في عرض العبادة على ذلك الباب، و
طلب الإعانة من ذلك الجناب، كما هو الدأب في عرض الهدايا على الملوك، و رفع
الحوائج إليهم.
أو لقصد أنّه
إنّما يتكلّم عن لسان غيره من المقرّبين الذين لهم أهليّة المخاطبة و عرض الحاجة
لدى حضرة العزّة و الجلال، و أمّا هو فبمراحل عن الجريان على ذلك المنوال.
أو لأنّ في خطابنا
له- عزّ و علا- بأنّ خضوعنا التامّ و استعانتنا في المهمّات منحصران فيه- جلّ
شأنه- لا يتجاوزان عنه إلى غيره، مع خضوعنا الكامل لأهل الدنيا من الملوك و
الوزراء و من ينخرط في سلكهم- جرأة[3]
عظيمة و جسارة بيّنة[4]،
فعدل في الفعلين عن الإفراد إلى الجمع؛ بعدا عن هذه الشنعة؛ لأنّه يمكن أن يقصد