و تقديم مفعولي
العبادة و الاستعانة عليهما للحصر، و التعظيم، و الاهتمام، و تقديم ما هو مقدّم في
الوجود، و الإيماء إلى أنّ العابد و المستعين و من يحذو حذوهما ينبغي أن يكون مطمع
نظرهم أوّلا و بالذات هو الحقّ- جلّ شأنه- على و تيرة «ما رأيت شيئا إلّا رأيت
الله قبله»[1]،
ثمّ منه إلى أنفسهم لا من حيث ذواتها؛ بل من حيث إنّها ملاحظة له- عزّ و علا- و
منتسبة إليه، ثمّ إلى أعمالهم من العبادة و الاستعانة و المناجاة و ما شاكلها، لا
من حيث صدورها عنهم؛ بل من حيث إنّها نسبة شريفة و وصلة لطيفة بينهم و بينه- عزّ
سلطانه- و منه يظهر وجه تفصيل ما حكاه- سبحانه- عن حبيبه: لا تَحْزَنْ إِنَّ
اللَّهَ مَعَنا[2] على ما حكاه
عن كليمه:
و تكرير الضمير
للتنصيص على التخصيص بالاستعانة، و إلّا لاحتمل تقدير مفعولها مؤخّرا فيفوت؛ و
لئلّا يذهب الذهن إلى أنّ التخصيص إنّما هو بمجموع[4] الأمرين لا بكلّ واحد منهما،
مع أنّه هو المطلوب؛ و للاستلذاذ بالخطاب؛ و لبسط الكلام مع