كونها حقيقة فيها. فما في «الصحاح» و غيرها من تفسيرها بالطاعة[1]
لا ينافيه، كما يظنّ؛ فإنّ أكثر اللغة- كما قيل- مجازات.
[الاستعانة]
و الاستعانة:
طلب المعونة على الفعل؛ إمّا لتعذّر الإتيان به بدونها، أو لتعسّره؛ و المراد هنا
طلب المعونة في المهمّات بأسرها، أو في أداء العبادة و القيام بوظائفها من الإخلاص
التامّ و حضور القلب؛ و في هذا[2]
نكتة أوردها[3]
في التفسير الكبير[4]
هي: «أنّ المتكلّم لمّا نسب العبادة إلى نفسه، أوهم ذلك تبجّحا[5] و اعتدادا منه بما يصدر عنه،
فعقّبه بقوله: وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ يريد أنّ العبادة أيضا لا تتمّ و لا
تستتبّ[6]
إلّا بمعونة منه- تعالى- و توفيق»[7].
[وجوه تقديم
العبادة]
و تقديم[8]
العبادة على الاستعانة يمكن أن يكون للإشارة إلى هذه النكتة.
[1].« الصحاح» للجوهري، ج 2، ص 503؛« لسان العرب» ج 3، ص
272،« عبد».
[8]. في هامش« ع»:« وجوه ثمانية لتقديم العبادة على
الاستعانة، و لم يذكر في الكشّاف سوى وجه واحد من هذه الثمانية و هو الأخير منها،
و زاد البيضاوي على الكشّاف وجها ثانيا و هو ما ذكرناه ثانيا».( منه ;).