اقول: و اللّه لو وفدت
بهذا الكلام على ملك من ملوك الكفار لما ردها عما طلبت و لكان اعطاها من ماله
مضاعف ما ارادت ان منعها عما طلبت لكن سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون و هذا
كلام وقع في البين فلنرجع الى فضائل الشيخين.
فنقول روى صاحب
كتاب الاحتجاج طاب ثراه ان المأمون بعد ما زوّج ابنته ام الفضل ابا جعفر 7 كان في مجلس و عنده ابو جعفر 7 و يحيى بن اكثم و جماعة كثيرة
فقال ل يحيى بن اكثم ما تقول يا بن رسول اللّه في الخبر الذي روى انه نزل جبرئيل
7 على رسول اللّه 6 فقال يا محمد ان اللّه عز و جل
يقرئك السّلام و يقول لك سل ابا بكر هل هو عني راض فانا عنه راض، فقال ابو جعفر
7 يجب على صاحب هذا الخبر ان يأخذه مثال الخبر الذي قال رسول اللّه
6 في حجة الوداع قد كثرت عليّ الكذابة و ستكثر فمن كذب عليّ
معتمدا فليتبوأ مقعده من النار، فاذا اتاكم الحديث فاعرضوه على كتاب اللّه عز و جل
و سنتي فخذوا به و ما خالف كتاب اللّه و سنتي فلا تأخذوا به و ليس يوافق هذا
الحديث كتاب اللّه قال اللّه تعالى وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَ
نَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ
الْوَرِيدِ، فاللّه عز و جل خفي عليه رضاء ابي بكر من سخطه حتى سأل عن مكنون
سره هذا مستحيل في العقول.
ثم قال يحيى بن
اكثم و قد روى ان مثل ابي بكر و عمر في الارض مثل جبرئيل و ميكائيل في السماء،
فقال و هذا ايضا يجب ان ينظر فيه لان جبرئيل و ميكائيل ملكان مقربان لم يعصيا
اللّه قط و لم يفارقا طاعته لحظة واحدة، و هما قد اشركا باللّه عز و جل و ان اسلما
بعد الشرك، و كان اكثر ايامهما الشرك باللّه فحال ان يشبها بهما قال يحيى بن اكثم
و قد روى ايضا انهما سيدا كهول اهل الجنة فما تقول فيه، قال 7 و هذا
الخبر محال ايضا لان اهل الجنة كلهم يكونون شبابا و لا يكون فيهم كهل، و هذا الخبر
وضعه بنو امية لمضادة الخبر الذي قال رسول اللّه 6 في الحسن و
الحسين عليهما السّلام بأنهما سيدا شباب اهل الجنة، فقال يحيى بن اكثم و روى ان
عمر بن الخطاب سراج اهل الجنة، فقال 7 و هذا ايضا محال لان في الجنة
الملائكة المقربين و آدم و نوح و جميع الانبياء و المرسلين لا يضيء بانوارهم حتى
يضيء بنور عمر.
فقال يحيى قد
روى ان السكينة تنطق على لسان عمر، فقال 7 ان ابا بكر افضل من عمر فقال
على رأس المنبر ان لي شيطانا يعتريني فاذا ملت فسددوني، فقال يحيى قد روى ان النبي
6 قال لو لم ابعث لبعث عمر فقال 7 كتاب اللّه اصدق
من هذا الحديث، يقول في كتابه و لقد اخذنا من النبيين ميثاقهم و منك و من نوح، فقد
اخذ اللّه ميثاق النبيين فكيف يمكن ان يبدل ميثاقه و كل الانبياء عليهم السّلام لم
يشركوا باللّه طرفة عين فكيف يبعث بالنبوة من اشرك و كان اكثر ايامه مع الشرك
باللّه، و قال رسول اللّه 6 نبئت و آدم بين الروح و الجسد.