فقال يحيى بن اكثم و قد
روى ان النبي 6 قال ما احتبس عليّ الوحي قطّ الا ظننته قد نزل
على آل الخطاب فقال 7 و هذا محال ايضا لانه لا يجوز ان يشك النبي 6 في نبوته، و قال اللّه تعالى يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا وَ مِنَ النَّاسِ فكيف يمكن ان ينتقل النبوة ممن اصطفا اللّه
تعالى الى من اشرك به قال يحيى قد روى ان النبي 6 قال لو نزل
العذاب لما نجى منه الا عمر بن الخطاب فقال 7 و هذا ايضا محال لان
اللّه تعالى يقول و ما كان اللّه ليعذبهم و انت فيهم، و ما كان اللّه معذبهم و هم
يستغفرون، فأخبر سبحانه انه لا يعذب احدا ما دام فيهم رسول اللّه 6 و ما داموا يستغفرون اللّه تعالى الى غير ذلك من الاخبار الموضوعة الذي
استقصاؤها يفضي الى الملال.
و لا تعجب من
كثرة الاخبار الموضوعة فانهم بعد النبي 6 قد غيّروا و بدّلوا
في الدين ما هو اعظم من هذا كتغييرهم القرآن و تحريف كلماته و حذف ما فيه من مدائح
آل الرسول و الائمة الطاهرين و فضائح المنافقين و اظهار مساويهم كما سيأتي بيانه
في نور القرآن فان قلت العجب العجيب و الامر الغريب قبول الناس مبتدعاتهم بعد
النبي 6 مع حدوث العهد به و سبب وضع الاخبار الكثيرة في مدائح
المتخلفين و آل امية و آل ابي سفيان مع انهم رووا عن النبي 6
الاخبار الدالة على نفاقهم و خبث سريرتهم.
قلت الجواب عن
هذا اجمالا و تفصيلا اما الاول فقد روى مستفيضا عن النبي 6 من
طريق العامة و الخاصة انه قال كذب عليّ في حيوتي و ستكثر عليّ الكذابة بعد فوتي
الا فمن كذب عليّ معتمدا فليتبوأ مقعده من النار، حتى قال جماعة من الرواة انه لا
خبر متواتر اللفظ عنه 6 سوى هذا بعد اختلافهم في تواتر الحديث
المشهور و هو قوله انما الاعمال بالنيات و لكل امرئ ما نوى.
و قد وقعت
مباحثة بين السيد المرتضى قدس اللّه روحه و جماعة من الجمهور، حيث ذكروا ان الشيعة
يقولون و يروون ان الناس كذبوا على رسول اللّه 6 بعد فوته و
من ذا الذي يقدر على ان يتعمد الكذب عليه فتلا المرتضى هذا الحديث، و قال فهذا خبر
مسند عن النبي 6 فهو اما صدق و اما كذب، فان كان صدقا تمّ
المطلوب و ان كان كذبا فهو من الاخبار المكذوب بها على النبي 6 و هذا من الاجوبة الحاضرة كجواب شيخنا البهائي (ره) لمّ تباحث مع بعض علماء
المخالفين، فقال له لم جوّزتم ايها الشيعة قتل عثمان مع انه كان من اكابر الصحابة
و قال النبي 6 في اصحابه اصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم
اهتديتم، فقال البهائي (ره) جوّزنا قتله بهذا الحديث الذي قلته لان الذي قتله و
سعى فيهم هم الصحابة محمد بن ابي بكر و اضرابه و هؤلاء من الصحابة فلما ارتكبوا
القتل ارتكبنا نحن التجويز.