الصادق 7
انتقل جماعة منهم الى القول بامامة موسى بن جعفر عليهما السّلام، و افترق الباقون
منهم فريقين فريق منهم رجعوا عن حيوة اسماعيل و قالوا بامامة ابنه محمد بن اسماعيل
لظنهم ان الامامة كانت في ابيه و ان الابن احق بمقام الاب من الاخ، و فريق منهم
ثبتوا على حيوة اسماعيل و هذان الفريقان يسميان الاسماعيلية.
و اما عبد
اللّه بن جعفر فانه كان اكبر اخوته بعد اسماعيل و لم يكن له منزلة عند ابيه و كان
متهما بالخلاف على ابيه في الاعتقاد و ادّعى الامامة بعد وفاة ابيه فاتبعه جماعة و
رجع اكثرهم الى القول بامامة موسى 7 لما ظهر عندهم براهين امامته، و لم
يبق الا طائفة يسيرة تسمى الفطحية، و ذلك لان عبد اللّه كان افطح الرجلين، او لان
داعيهم الى ذلك رجل اسمه عبد اللّه بن افطح، و اما محمد بن جعفر فكان يرى رأي
الزيدية في الخروج بالسيف، و كان سخيّا شجاعا و كان يصوم يوما و يفطر يوما و يذبح
كل يوم كبشا للضيافة، و خرج على المأمون سنة تسع و تسعين و مأة فخرج لقتاله عيسى
الجلودي فهزم اصحابه و اخذه و انفذه الى المأمون، فوصله و اكرمه و كان مقيما معه
بخراسان و اما اسحاق بن جعفر فكان ورعا فاضلا مجتهدا و كان يقول بامامة اخيه موسى
بن جعفر عليهما السّلام.
و اما علي بن
جعفر فكان من الورع بمكان لا يدانى فيه و كذلك من الفضل و لزم اخاه موسى بن جعفر
عليهما السّلام و قال بامامته و امامة الرضا و الجواد عليهم السّلام و كان اذا رأى
الجواد مع الصبيان يقوم اليه من المسجد بين جماعة الشيعة و ينكب على اقدامه و يمسح
شيبه على تراب رجليه و يقول قد رأى اللّه هذا الصبي اهلا للامامة فجعله اماما و لم
تر شيبتي هذه اهلا للامامة لا جماعة من الشيعة كانوا يقولون له انت امام فادّع
الامامة و كان لا يقبل منهم قولا، و روى ان الجواد 7 اذا ارد ان يفصد
لاخذ الدم يقول علي بن جعفر للفصّاد تعال افصدني حتى اذوق حرارة الحديد قبل الجواد
7 و اما من كان ملازما لباب الصادق 7 فهو المفضل بن عمر و
من هذا قال المفيد طاب ثراه في ارشاده ان المفضل من شيوخ اصحاب ابي عبد اللّه 7 و خاصّته و بطانته و ثقاته من الفقهاء الصالحين، و اكثر اصحابنا من اهل
الرجال ضعّفوه بارتفاع القول و بموافقة اخباره لاخبار الغلاة.
يستفاد من كلام
ابن طاووس و المفيد و جماعة من القدماء ان الائمة عليهم السّلام كانوا يخصّون بعض
الشيعة باسرار الاحاديث و لم يحدثوا بها غيرهم لعدم احتمال الغير لها، فاذا حدّث
الخواص بتلك الاحاديث ردّت عليهم و اتهموا في روايتها و نسبوا الى ارتفاع القول و
الغلو، و الى انها احاديث اختلفوها حيث انه لم يشاركهم في نقلها من الائمة عليهم
السّلام غيرهم، كمحمد