responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاج العروس الحاوي لتهذيب النفوس؛ أصول الهداية؛ الورع؛ ‌الطّريق إلى اللّه المؤلف : ابن عطاء اللّه السّكندري؛ ابن باديس؛ أبو الحسه الأبياري؛ فريد أحمد المزيدي    الجزء : 1  صفحة : 67

وَ قَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها (10) كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها (11) [الشمس: 10- 11].

و فى «الصحيح»: «ألا و إن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، و إذا فسدت فسد الجسد كله، ألا و هى القلب»[1].

ما هو القلب؟

و ليس المقصود مادته و صورته، و إنما المقصود النفس الإنسانية المرتبطة به.

و للنفس ارتباط بالبدن كله، و لكن القلب عضو رئيسى فى البدن، و مبعث دورته الدموية، و على قيامه بوظيفته تتوقف صلوحية البدن، لارتباط النفس به، فكان حقيقا لأن يعبر به عن النفس على طريق المجاز.

و صلاح القلب- بمعنى النفس- بالعقائد الحقة، و الأخلاق الفاضلة، و إنما يكونان بصحة العلم، و صحة الإرادة، فإذا صلحت النفس هذا الصلاح: صلح البدن كله، بجريان الأعضاء كلها فى الأعمال المستقيمة، و إذا فسدت النفس من ناحية العقد، أو ناحية الخلق، أو ناحية العلم، أو ناحية الإرادة ... فسد البدن، و جرت أعمال الجوارح على غير وجه السداد.

مقصود الأديان:

فصلاح النفس هو صلاح الفرد، و صلاح الفرد هو صلاح المجموع، و العناية الشرعية متوجهة كلها إلى إصلاح النفوس: إما مباشرة و إما بواسطة.

فما من شي‌ء مما شرعه اللّه تعالى لعباده من الحق و الخير و العدل و الإحسان إلا و هو راجع عليها بالصلاح.

و ما من شي‌ء نهى اللّه تعالى عنه من الباطل و الشر و الظلم و السوء إلا و هو عائد عليها بالفساد.

فتكميل النفس الإنسانية هو أعظم المقصود من إنزال الكتب، و إرسال الرسل، و شرع الشرائع.

و هذه الآيات الثمان عشرة قد جمعت من أصول الهداية ما تبلغ به النفوس- إذا تمسكت به- غاية الكمال.

وجه الارتباط:

قد أمر اللّه تعالى فى الآيات المتقدمة بعبادته و الإخلاص له.

و أمر ببر الوالدين و الإحسان إليهما فى الظاهر و الباطن.


[1] -رواه البخارى( 52)، و مسلم( 1599).

اسم الکتاب : تاج العروس الحاوي لتهذيب النفوس؛ أصول الهداية؛ الورع؛ ‌الطّريق إلى اللّه المؤلف : ابن عطاء اللّه السّكندري؛ ابن باديس؛ أبو الحسه الأبياري؛ فريد أحمد المزيدي    الجزء : 1  صفحة : 67
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست