صلاح الشيء: هو كونه على حالة اعتدال فى ذاته و صفاته، بحيث تصدر
عنه أو به أعماله المرادة منه على وجه الكمال.
و فساد الشيء هو كونه على حالة اختلال فى ذاته أو صفاته بحيث تصدر
عنه أو به تلك الأعمال على وجه النقصان.
مثال الصلاح و الفساد:
اعتبر هذا فى البدن، فإن له حالتين: حالة صحة، و حالة مرض:
و الأولى: هى حالة صحته باعتدال مزاجه، فتقوم أعضاؤه بوظائفها و ينهض
هو بأعماله.
و الثانية: هى حالة فساده باختلال مزاجه، فتتعطل أعضاؤه، أو تضعف
كلها أو بعضها عن القيام بوظائفها، و يقعد هو أو يثقل عن أعماله.
هذا الذى نجده فى البدن هو نفسه نجده فى النفس: فلها صحة، و لها مرض،
حالة صلاح و حالة فساد.
الإصلاح و الإفساد:
(و الإصلاح) هو إرجاع الشيء إلى حالة اعتداله، بإزاء ما طرأ عليه من
فساد.
(و الإفساد) هو إخراج الشيء، عن حالة اعتداله بإحداث اختلال فيه.
إصلاح البدن و النفس:
فإصلاح البدن بمعالجته بالحمية و الدواء، و إصلاح النفس بمعالجتها
بالتوبة الصادقة.
و إفساد البدن بتناول ما يحدث به الضرر، و إفساد النفس بمقارفة
المعاصى و الذنوب.
و هكذا تعتبر النفوس بالأبدان فى باب الصلاح و الفساد، فى كثير من
الأحوال، غير أن الاعتناء بالنفوس أهم و ألزم؛ لأن خطرها أكبر و أعظم.
العناية الشرعية بالنفس:
إن المكلف المخاطب من الإنسان هو نفسه، و ما البدن إلا آلة لها و
مظهر تصرفاتها، و إن صلاح الإنسان و فساده إنما يقاسان بصلاح نفسه و فسادها، و
إنما رقيه و انحطاطه باعتبار رقى نفسه و انحطاطها، و ما فلاحه إلا زكائها، و ما
خيبته إلا بخبثها، قال تعالى: