responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاج العروس الحاوي لتهذيب النفوس؛ أصول الهداية؛ الورع؛ ‌الطّريق إلى اللّه المؤلف : ابن عطاء اللّه السّكندري؛ ابن باديس؛ أبو الحسه الأبياري؛ فريد أحمد المزيدي    الجزء : 1  صفحة : 65

2- و من برهما حفظهما بعد موتهما بالدعاء و الاستغفار، و إنفاذ عهدهما، و إكرام صديقهما و صلة رحمهما، فقد روى ابن ماجة و أبو داود و ابن حبان فى «صحيحه»، عن أبى أسيد مالك بن ربيعة الساعدى البدرى رضى اللّه عنه قال:

«بينما نحن جلوس عند رسول اللّه صلى الله عليه و سلم إذ جاء رجل من بنى سلمة، فقال: يا رسول اللّه! هل بقى من بر أبوى شي‌ء، أبرهما به بعد موتهما؟ قال: «نعم الصلاة عليهما، و الاستغفار لهما، و إنفاذ عهدها من بعدهما، وصلة الرحم التى لا توصل إلا بهما، و إكرام صديقهما»[1].

و فى إكرام صديقهما جاء فى «الصحيح» عن عبد اللّه بن عمر رضى اللّه عنه: أن رجلا من الأعراب لقيه بطريق مكة، فسلم عليه عبد اللّه، و حمله على حمار كان يركبه، و أعطاه عمامة كانت على رأسه، قال ابن دينار: فقلنا له: أصلحك اللّه إنهم الأعراب، و إنهم يرضون باليسير، فقال عبد اللّه: إن أبا هذا كان ودا لعمر بن الخطاب، و إنى سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و سلم يقول: «إن أبر البر صلة الولد أهل ود أبيه»[2].

هذا، و إن من راض نفسه على هذه الأخلاق الكريمة و المعاملة الحسنة و الأقوال الطيبة التى أمر بها مع والديه- يحصل له من الارتياض عليها كمال أخلاقى مع الناس أجمعين، و كان ذلك من ثمرات امتثال أمر اللّه و طاعة الوالدين‌[3].

و اللّه يوفقنا و يهدينا سواء السبيل، إنه المولى الكريم رب العالمين.


[1] -رواه أبو داود( 5142)، و ابن ماجة( 3664)، و ابن حبان فى صحيحه( 418)، و الحاكم فى المستدرك( 4/ 154).

[2] -رواه مسلم( 2552)، و انظر: بر الوالدين للطرطوشى- بتحقيقنا- طبع دار الكتب العلمية- بيروت.

[3] -قال سيدى علوان الهتيبى: و الآثار فى ذلك كثبرة جدا و إطاعة الوالدين، و برهما من أفضل القربات كيف لا و البر مأخوذ من اسمه جل جلاله البر فمن آداب من عرف البر أن يتخلق بالبر لينال من البر البر، فإن من كان اللّه تعالى بارا به عصم عن المخالفات نفسه، و أدام بفنون اللطائف أنسه، و طيب فؤاده، و حصل مراده و وفر طريقه و جعل التوفيق زاده، و جعل قصده سداده و مبتغاه رشاده و أغناه عن أشكاله بأفضاله، و حماه عن مخالفته بيمن إقباله، فهو غنى بلا مال، و عزيز بلا إشكال، ملك لا يستظهر بجيش و عدد، و غنى لا يتمول بمال و عدد تشهده فى زى مسكين و هو عند اللّه من المقربين متعزز مكين( نسمات الأسحار ص 139) بتحقيقنا.

اسم الکتاب : تاج العروس الحاوي لتهذيب النفوس؛ أصول الهداية؛ الورع؛ ‌الطّريق إلى اللّه المؤلف : ابن عطاء اللّه السّكندري؛ ابن باديس؛ أبو الحسه الأبياري؛ فريد أحمد المزيدي    الجزء : 1  صفحة : 65
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست