responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاج العروس الحاوي لتهذيب النفوس؛ أصول الهداية؛ الورع؛ ‌الطّريق إلى اللّه المؤلف : ابن عطاء اللّه السّكندري؛ ابن باديس؛ أبو الحسه الأبياري؛ فريد أحمد المزيدي    الجزء : 1  صفحة : 62

تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَ لا تَنْهَرْهُما وَ قُلْ لَهُما قَوْلًا كَرِيماً (23) وَ اخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَ قُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيراً (24) [الإسراء: 22، 24].

حالة الكبر:

الأمر بالإحسان إليهما عام فى جميع الأحوال، و خصصت حالة بلوغ أحدهما أو كليهما الكبر بالذكر، لأنها حالة الضعف و شدة الحاجة، و مظنة الملل و الضجر منهما، و ضيق الصدر من تصرفاتهما، فهما فى هذه الحالة قد عادا فى نهايتهما إلى ما كان ولدهما عليه فى بدايته، و ليس عنده من فطرة المحبة مثل ما عندهما، فكان بأشد الحاجة إلى التذكير بما عليه من تمام العناية بهما، و مزيد الرعاية لهما، و شدة التوقى و التحفظ من كل ما يمس بسوء جانبهما فى هذه الحال على الخصوص، و إن كان ذلك واجبا عليه فى كل حال على العموم.

و طول بقائهما عنده فى كنفه و ثقل مؤونتهما عليه، و ما يكون من ضروريات الكبر و المرض مما يستقذره فى بيته، كل هذا قد يؤديه إلى الضجر و التبرم، فيقول ما يدل على ضجره و تبرمه.

فنهى عن التفوه بأقل كلمه تدل على ذلك و هى كلمة «أفّ» بقوله تعالى: فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ، فأحرى و أولى ما فوقها.

و هذا أمر بتحمل كل ذلك منهما، و نهى عن التضجر منهما.

و من ضرورة مباينتهما لولدهما فى السن و فى النشأة أنهما كثيرا ما يخالفانه فى آرائه و أفكاره، و قد يتناولان ما لا يحب أن تصل يداهما إليه، و قد يسألانه للمعرفة أو للحاجة، و كل هذا قد يؤديه إلى نهرهما، أى: زجرهما بصياح و إغلاظ، أو إظهار للغضب فى الصوت و اللفظ، فنهى عن هذا بقوله تعالى: وَ لا تَنْهَرْهُما.

و فى هذا أمر له بالتلطف معهما فى الطلب و الغرض، و الدلالة على وجه الصواب فى الأمر و أبواب الفعل و الترك، و بحسن التلقى بكل ما يسألان و يطلبان، و نهى عن أى إغلاظ فى اللفظ و الصوت و حالة الكلام.

أدب القول:

و لما نهاه عن القول القبيح المؤذى ... أمره بالقول اللين السهل الحسن فى لفظه و فى معناه، و فى قصده و فى منشئه، السالم من كل عيب و مكروه بقوله تعالى: وَ قُلْ لَهُما

اسم الکتاب : تاج العروس الحاوي لتهذيب النفوس؛ أصول الهداية؛ الورع؛ ‌الطّريق إلى اللّه المؤلف : ابن عطاء اللّه السّكندري؛ ابن باديس؛ أبو الحسه الأبياري؛ فريد أحمد المزيدي    الجزء : 1  صفحة : 62
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست