responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاج العروس الحاوي لتهذيب النفوس؛ أصول الهداية؛ الورع؛ ‌الطّريق إلى اللّه المؤلف : ابن عطاء اللّه السّكندري؛ ابن باديس؛ أبو الحسه الأبياري؛ فريد أحمد المزيدي    الجزء : 1  صفحة : 61

من قوله صلى الله عليه و سلم: (لا طاعة لمخلوق فى معصية اللّه، إنما الطاعة فى المعروف)[1].

و عند الحاكم و أحمد: «لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق»[2].

و من الدليل على رجحان جانبهما على الواجب الكفائى:

ما ثبت فى (الصحيح) من حديث الرجل الذى أتى النبى صلى الله عليه و سلم يستأذنه فى الجهاد، فقال: (أحى والداك؟) قال: نعم، قال: (ففيهما فجاهد).

و من الطريق الثانى، قال عبد اللّه بن عمرو رضى اللّه عنه: أقبل رجل إلى النبى صلى الله عليه و سلم فقال: أبايعك على الهجرة و الجهاد ابتغاء الأجر من اللّه، قال «فهل من والديك أحد حى؟» قال: نعم، بل كلاهما، قال «فتبغى الأجر من اللّه؟» قال: نعم، قال: «فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما»[3].

هذا لأن القيام عليهما فرض عينى، و الجهاد كان عليه فرض كفاية، و لو تعين عليه و لم يكونا عن كفاية قدم القيام عليهما و كفايتهما عليه.

و من حقوقهما عليه: أن لا يخرج إلى ما فيه خوف و مخاطرة فى النفس إلا بإذنهما، بدليل ما جاء فى (سنن أبى داود أن رجلا من أهل اليمن هاجر إلى رسول اللّه صلى الله عليه و سلم، فقال: (هل لك أحد باليمن؟).

قال: أبواى.

قال: (أذنا لك؟) قال: لا.

قال: (فارجع إليهما فاستئذنهما، فإن أذنا لك فجاهد، و إلا فبرهما)[4].

أما إذا أراد تعاطى ما لا خطر فيه و لا فجيعة من شؤون الحياة و وجوه التصرفات، فليس عليه أن يستأذنهما، و ليس لهما منعه، و لكن إذا منعاه من شئ امتنع لوجوب برهما، و طاعتهما- فى غير المعصية- من برهما.

تفضيل الإحسان إليهما فى القول و العمل و تأكيده فى حالة الكبر:

لا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَخْذُولًا (22) وَ قَضى‌ رَبُّكَ أَلَّا


[1] -رواه أحمد فى المسند( 1/ 131)، و الترمذى( 4/ 209)، و البخارى( 6/ 2649) بلفظ:« لا طاعة فى المعصية ...».

[2] -رواه الحاكم( 3/ 2501) و أحمد فى المسند( 1/ 409، 129، 94).

[3] -رواه مسلم( 4/ 1975)، و أحمد( 1/ 235) و البخارى فى الأدب المفرد( ص 41)، و البيهقى( 9/ 26)، و فى الشعب( 6/ 177)، و الضياء فى الأحاديث المختارة( 10/ 425).

[4]( 3/ 17)، و أحمد فى المسند( 3/ 75)، و الحاكم( 2/ 114)، و ابن حبان( 2/ 165)، و البيهقى( 9/ 26).

اسم الکتاب : تاج العروس الحاوي لتهذيب النفوس؛ أصول الهداية؛ الورع؛ ‌الطّريق إلى اللّه المؤلف : ابن عطاء اللّه السّكندري؛ ابن باديس؛ أبو الحسه الأبياري؛ فريد أحمد المزيدي    الجزء : 1  صفحة : 61
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست