وهنا يعجبني أن أقف قليلًا عند العلم الفعلي لمدخليته الواضحة فيما
نحن فيه، وقد تناولناه بشكلٍ وافٍ في كتابنا «التوحيد: بحوث في مراتبه ومعطياته»
حيث قلنا في بيان معناه أنّ العلم الذي يكون المعلوم تابعاً له لا أنّه يكون
تابعاً للمعلوم كما في العلم الانفعالي[2]،
وقد نقلنا هناك كلاماً لابن سينا في الإشارات والتنبيهات: «الصور العقلية قد يجوز
أن تسبق الصورة أوّلًا إلى القوّة العاقلة ثم يصير لها وجودٌ من
خارج مثل ما تعقل شكلًا ثم تجعله موجوداً. ويجب أن يكون ما يعقله
واجب الوجود من الكلّ على الوجه الثاني»[3]
وفيه تصريح واضح في أنّ علم الله سبحانه علم فعلي لا انفعالي، «فإنّ علمه تعالى
بالحوادث والأشياء في الخارج عين وجودها فيه، فإنّ الأشياء معلومة
[1] - غرر في العلم، شرح المنظومة: ج 2، ص 484، نشر
ناب، تحقيق مسعود طالبي.
[2] - التوحيد: بحوث في مراتبه ومعطياته، للعلّامة
الحيدري: ج 1، ص 265.