responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث فى علم النفس الفلسفي المؤلف : الحيدري، السيد كمال    الجزء : 1  صفحة : 309

إنّ لكلّ فعل غاية.

ويندفع ذلك بالتأمّل في مبادي أفعالنا الإرادية وكيفية ترتّب غاياتها عليها، فنقول: قالوا: إنّ لأفعالنا الإرادية وحركاتنا الاختيارية مبدأً قريباً مباشراً للحركات المسمّاة أفعالًا، وهو القوّة العاملة المنبثّة في العضلات المحرّكة إيّاها، وقبل القوّة العاملة مبدأ آخر هو الشوقية المنتهية إلى الإرادة والإجماع، وقبل الشوقية مبدأ آخر هو الصورة العلمية ...»[1]. إذن‌

فالصورة العلمية لها دور في إيجاد الفعل خارجاً منضَمّة إلى الشوق الذي تولّده والعزم والإجماع والقوّة المنبثّة في العضلات، فكما أنّ لدينا صوراً تكون مؤثّرة فينا حركة وإقداماً فكذلك هناك صور تؤثّر أثراً أوسع من دائرة بدنها فتؤثّر في أبدان الآخرين سلباً أو إيجاباً كما سوف تريكه الأضواء اللامعة بعد حين.

إشكال ودفع‌

قال المحقّق الطوسي (رحمه الله): «فإن توهّم متوهّم أنّ صدور مثل هذه الأفعال لا يجوز أن يصدر من النفس الناطقة لظنّه أنّ العلّة لا تقتضي شيئاً لا يكون موجوداً فيه أو له ولو كان بالأثر، فينبغي أن يتذكّر أنّه ليس كلّ مسخّن بحارٍّ فإنّ الشعاع مسخٍّنٌ وليس بحارٍّ، ولا كلّ مبرّدٍ ببارد فإنّ صورة الماء مبرّدة وليست ببارد إنّما البارد مادّتها القابلة لتأثيرها».


[1] - نهاية الحكمة، للعلّامة السيد محمد حسين الطباطبائي( رحمه الله): ص 186، ط: مؤسسة النشر الإسلامي.

اسم الکتاب : بحوث فى علم النفس الفلسفي المؤلف : الحيدري، السيد كمال    الجزء : 1  صفحة : 309
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست