responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث فى علم النفس الفلسفي المؤلف : الحيدري، السيد كمال    الجزء : 1  صفحة : 191

المستوى الأوّل: التغاير على مستوى الحقيقة والجوهر

المدّعى هنا أنّ ماهيّة النفس غير ماهيّة المزاج وذلك بوجهين:

الوجه الأوّل: لقد عبّر المصنّف (رحمه الله) عن النفس بالنور الإصفهبد وهو مصطلح إشراقي تقدّم بيانه، وعبّر أيضاً عن البدن بالمزاج وقد عُرِّف بأنّه: «كيفية متشابهة حاصلة من اجتماع أجزاء المركب سواء كانت أجزاؤه البسائط الأوّلية كما في المزاج الأوّل أو غيرها كما في المزاج الثاني، إذا اجتمعت الأجزاء وفعل بعضها في بعض بكيفياتها المتضادّة وكسر كلّ واحد منها سورة كيفية الآخر، فتلك الكيفية الحاصلة ممّا ذكر هي المزاج»[1].

كما اتّضح من تعريف المزاج أنّ هناك أجزاء من طبائع مختلفة تجتمع لتكوّن بدناً متماسكاً وهذا التماسك والاجتماع مما لا يقتضيه طبع هذه الأجزاء، وإلّا

فلو خُلّيَتْ وطبعَها فسرعان ما تنفلت لتعود إلى طبيعتها الخاصّة بها، وهذا ما يحدث للبدن عندما تغادره الروح عند الموت، فلابدّ من منشأ لهذا التماسك الذي نراه في الأبدان رغم ما تمارسه من أعمال شاقّة وحركات دائمة قد تكون عنيفة بعض الأحيان. وبعبارة أخرى: ما هو الحافظ لهذه الكيفية المنتزعة من اجتماع هذه الأجزاء؟

وفي مقام الجواب لا يمكن قبول قول مَن يقول إنّ الحافظ هو المزاج إذ كيف يكون الشي‌ء حافظاً ومحفوظاً من جهةٍ واحدة؟! هذا


[1] - درر الفوائد للمحقق الآملي: ج 2، ص 388.

اسم الکتاب : بحوث فى علم النفس الفلسفي المؤلف : الحيدري، السيد كمال    الجزء : 1  صفحة : 191
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست