responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث فى علم النفس الفلسفي المؤلف : الحيدري، السيد كمال    الجزء : 1  صفحة : 192

تناقض لا يخفى، فيتعيّن أن يكون الحافظُ أمراً غيرَ المزاج، ذلك الأمرُ هو النفس التي تحفظ البدن وترعاه، «ونعمَ ما قال الشيخ الرئيس: إنّ الناس لكون الحسّ عليهم غالباً إذا رأوا أنّ المغناطيس يجذب مثقالًا من الحديد صاروا يتعجّبون منه، وطفقوا يستغربونه، ولم يتعجّبوا من جذب نفوسهم أبدانَهم الطبيعية إلى الميمنة والميسرة، والصعود إلى فوق والهبوط إلى‌

أسفل ...»[1]، وكيف لا تكون النفس كذلك وهي «حاملةٌ للبدن لا البدن حاملٌ لها، كما ظنّه أكثر الخلق حيث قرع أسماعهم من أنّها زبدة العناصر وصفوة الطبائع، وظنّوا أنّ النفس تحصل من الجسم وأنّها تقوى بقوّة الغذاء وتضعف بضعفه وليس كما توهّموه، إنّما النفس تحصّل الجسم وتكوّنه وهي الذاهبة به إلى الجهات المختلفة ...»[2].

الوجه الثاني: إنّ الذي يكشف عن المغايرة الجوهرية بين المزاج وبين النفس الإنسانية بل والحيوانية هو عدم بقاء المزاج على طور حيث تراه يتبدّل ويتغيّر بتبدّل وتغيّر محلّه الذي هو عبارة عن الأجزاء التي يتركّب منها البدن، وهي أي أجزاء البدن آخذة بالتغيّر والتبدّل بحسب مراحل العمر

المختلفة، وبعبارة المحقّق الآملي (رحمه الله) بعد أن اتّضح أنّ المراد بالمزاج هو كيفية تعرض أجزاء المركّب: «فهو أي المزاج‌في البقاء وعدم البقاء تابع للمحلّ المتكيّف به فهو أمر جسماني حالٌّ في الجسم، ومع تبدّل محلّه الذي‌


[1] - حاشية للمصنّف( رحمه الله) على الأسفار: ج 9، ص 47، ط: دار إحياء التراث العربي.

[2] - الأسفار، صدر المتألّهين الشيرازي( رحمه الله): ج 9، ص 47.

اسم الکتاب : بحوث فى علم النفس الفلسفي المؤلف : الحيدري، السيد كمال    الجزء : 1  صفحة : 192
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست