responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث فى علم النفس الفلسفي المؤلف : الحيدري، السيد كمال    الجزء : 1  صفحة : 190

الدافعة نحو تكوين الفلسفة المتشائمة. والفلاسفة المتشائمون يتصوّرون الحياة والوجود بلا هدف وخالية من الفائدة وعارية عن الحكمة، وقد أوقعهم هذا التصوّر في لجج الحيرة والاضطراب وأحياناً ألقى في أعماقهم فكرة الانتحار ...»[1]، وهذا ما لا يجده مَن اعتقد أنّ حقيقته إنّما هي شي‌ء أرقى من أن تكون بدناً يتلاشى ويتحلّل، بل هي أمرٌ لا تطاله يدُ الفناء، أمرٌ خُلِقَ ليبقى لا ليفنى، وما الموت إلّا جسرٌ يعبر من خلاله الإنسان من‌

هذه الدار إلى دار أوسع رحاباً، وأرفع جناباً وأينع ثماراً وأمتع لذّة.

هذه الغرر تريد أن ترسّخ هذه الحقيقة، حقيقة المغايرة بين النفس والبدن لتأخذ دورها في فكر الإنسان لكي لا يكون نهباً لتوهُّم أنّ حقيقته هي مزاجه أو بدنه هذا، بل حقيقته ذلك الأمر المجرّد الذي يختلف عن البدن جوهراً وشؤوناً.

إذن هذه الغرر تكفّلت بيان المغايرة بين النفس من جهة والبدن من جهة أخرى، وقد عرض المصنّف رحمه الله المغايرة على مستويين:

الأوّل: التغاير على مستوى الحقيقة والجوهر، وقد عرضه بوجهين.

الثاني: التغاير بالنسبة لما هو خارج عن الحقيقة والجوهر، وقد عرضه بوجهين أيضاً.

وإليك الوجوه الأربعة من خلال عرض المستويين تباعاً:


[1] - العدل الإلهي، للعلّامة الشهيد مرتضى مطهّري: ص 222، ط: مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة.

اسم الکتاب : بحوث فى علم النفس الفلسفي المؤلف : الحيدري، السيد كمال    الجزء : 1  صفحة : 190
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست