responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث فى علم النفس الفلسفي المؤلف : الحيدري، السيد كمال    الجزء : 1  صفحة : 173

أضواء على الغرر:

دور العقل العملي‌

يلعب العقل العملي دوراً مؤثّراً في مصير الإنسان، لذلك كان محطّ اهتمام وعناية السماء التي كانت سخيّةً بلا حدود في تعاليمها السمحة التي من شأنها أن تبعث في هذا الإنسان مثل هذه القوّة التي تأخذ بيده في صراط القرب الإلهي الذي يضمن للإنسان مصيراً لائقاً ونهاية فُضلى تنسجم مع طبيعته المحبّة للاستقامة والرشاد والتي تحنّ دائماً إلى محلّها الأروع الذي هبطت منه، وقد تناول هذه المسألةَ المصنّف الحكيم السبزواري (رحمه الله) نظماً وشرحاً للنظم، وذلك من خلال بيان دور هذه القوّة ثمّ مراتبها

وكيفية الترقّي من مرتبة لأخرى. ونحن هنا في هذه الأضواء لا نريد أن نتناول هذه المسألة بما تستحقّ من التناول رعايةً لهذا المختصر، وإنّما نشير إلى علاقة هذه القوّة المسمّاة بالعقل العملي بالإنسان ومستقبله ومصيره، حيث تشكّل هذه القوّة أساساً تقوم عليه الملَكات الخُلُقية والنفسانية التي تسمّى بالأخلاق، وهذا ما يبحثه علماء الأخلاق بشكل معمّق ف» الذي يستفاد من كلماتهم في ارتباط الأخلاق بالعقل العملي أنّها ملَكات حاصلة للنفس بسبب تسلّط العقل العملي على القوى الحيوانية أو انقياده لها. نعم، في كلام صدر المتألّهين أنّ معنى العقل في كتب الأخلاق هو المواظبة على الأفعال التجربية والعادية حتّى يُكتسب بها خُلق وعادة ..»[1]، فإذا أنكر الإنسان وجود قضايا أخلاقية مطلقة فلا مجال للتفاؤل بمستقبل‌


[1] - تعليقة على نهاية الحكمة للشيخ الأستاذ محمد تقي مصباح اليزدي، ص 176.

اسم الکتاب : بحوث فى علم النفس الفلسفي المؤلف : الحيدري، السيد كمال    الجزء : 1  صفحة : 173
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست