responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أدب الطبيب المؤلف : الرهاوي، اسحق بن علي    الجزء : 1  صفحة : 85

صحة عضو عضو من اعضائه و كنا قد بدأنا على طريق المثال و التعليم لمحيي صناعة الطب ان يدري كيف ينتفع الطبيب بهذه في حفظ الصحة اعني تعلمها و جعلنا مثالنا لذلك من الدماغ اذ كان اشرف اعضاء البدن و وضعنا في كل باب مما ذكرناه من القول في هذه الأمور الطبيعية جملا و أصولا تحث المتعلمين و تذكر العلماء بما قيل في كل معنى منها و لم نتممها بأسرها لكن تكلمنا على بعضها فلذلك يجب ان نأتي على ما تبقى منها كالذي فعلناه فيما مضى ليكون القول على تدبير الدماغ الذي جعلناه لنا في الاعضاء على طريق المثال تاما ثم ننتقل الى ذكر تدبير عضو عضو من باقي اعضاء البدن بطريق وجيز. و قول مختصر لئلا يمل الكلام لطوله و الله المعين بجوده.

القول في تغاير البلدان للأبدان بحسب أوضاعها[1]

و لما كانت المساكن ضرورية في البقاء و كانت أوضاعها و موقعها من الأرض مختلفة و كانت الأبدان تتغير بحسب أحوالها و أمزجتها و كانت أيضا امزجة البلدان قد تخرج عن حالاتها الطبيعية فيمرض سكانها وجب لذلك على الطبيب ان يعرف حالات مدينته التي هو ساكنها و الي أي الأمزجة هي أميل أعني هل الحرارة و اليبس أغلب عليها ام البرودة و الرطوبة ام البرودة و اليبس او الحرارة و اليبس و ما الذي اوجب لتلك المدينة ذلك المزاج فان بقراط قد بيّن الأسباب المغيّرة لحالات البدن في امثلة اربعة وضعها لمواقع المدن التي في الجهات الأربع و بين كيف تكون أمزجة هذه المدن و كيف تكون حالات سكانها، فمن فهم ما وضعه بقراط من هذه الامثلة امكنه ان يجعلها أصلا و قانونا يتعرف به الحال في اي مدينة دخلها و لذلك أمر بقراط من دخل مدينة لم يكن عرفها ان يتعرف وضعها و مهب الرياح عليها و يقيسها و يصنفها الى تلك المدن فيعلم بذلك حالها[2]، و انا أحكي لك ما أمر به بقراط:. قال: اذا ورد الوارد مدينة لا خبر له بها فينبغي له ان يتأمل و يتفقد وضعها و كيف هي موضوعة في مقابلة الرياح و في مشارقه و ذلك انه ليس حال المدينة الموضوعة قبالة


[1] لا بقراط كتاب في البلدان و الامواه و الاهوية، و هو مصدر لكثير مما يرد في هذا الباب من هذا الكتاب. فسّر الكتاب لجالينوس و ترجمه. الى العربية حنين بن اسحاق( ابن ابي اصيبعة ص 272) و حققه بشارة شميل و نشره في الإسكندرية سنة 1902

[2] الاهوية و المياه و البلدان ص 23- 24

اسم الکتاب : أدب الطبيب المؤلف : الرهاوي، اسحق بن علي    الجزء : 1  صفحة : 85
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست