responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أدب الطبيب المؤلف : الرهاوي، اسحق بن علي    الجزء : 1  صفحة : 84

من يسر يضربه و يضحك لذلك، و قد يخالف بعضهم بعضا اختلافات أخر من الاخلاق.

و اذا كان الأمر على ما قيل في ذلك فقد يجب على الطبيب معرفة الخلق الطبيعي و ما الفرق بينه و بين الخلق التأديبي ليمتحن حالات النفوس و أعراضها بالطبيعي لئلا يغلطه الخلق الذي قد اصلحه الأدب و العادات المحمودة. و كما ان مصاحبة الاخيار و الافاضل تكسب الفضايل و صلاح النفس كذلك مصاحبة الأشرار و اهل العادات المذمومة قد تفسد أخلاق كثير من الناس و تنقلهم عن جيد الطباع الى غيره فلذلك يجب ان يأخذ الطبيب نفسه اولا ثم من قصد تدبيره باصلاح النفس و اعراضها و يهتم بذلك اكثر من غيره اذا كان تمام الانسان بنفسه و التمام أشرف من المتمم و فيما ذكرناه من هذه الجمل تنبيه على استيفاء هذا الغرض من كتبه و حثا على الاهتمام به و قراءة ما قاله جالينوس و غيره في ذلك فان‌[1] جالينوس قد بين في كتابه في القوى الطبيعية و في كتابه في آراء بقراط و فلاطن في كتابه من أخلاق النفس و في مقالته التي يبين فيها ان قوى النفس تابعة لمزاج البدن أصول على افعال النفس و اخلاقها و ساير اعضائها و يبين ايضا ان هذه القوى الثلاث‌[2] التي سماها[3] كثير من القدماء نفوسا أعني النفس الناطقة و النفس الحيوانية و النفس النباتية لكل واحدة منها مسكن و محل يختص بأفعالها فمحل النفس الناطقة الدماغ و محل النفس الحيوانية القلب و محل النفس النباتية و هي الشهوانية الكبد. و بغير شك ان بصحة هذه الأعضاء تصح هذه‌[4] النفوس بأفعالها و بمرضها تفسد، فاذا كان كذلك فقد وجب ما قلناه فيما تقدم و هو انه يلزم الطبيب علم حالات هذه الاعضاء اذا اراد معرفة الاعراض النفسانية، و لما كان كلامنا في الاعراض النفسانية الان انما هو لأجل انها أحد الأمور الطبيعية التي عددناها فيما تقدم و هي حالات الهواء و الحركة و السكون و المأكول، و المشروب و الاستفراغ و الاحتقان و النوم و اليقظة و الاعراض النفسانية و البلدان و الاعمال و ساير ما تبقى منها مما قدمنا ذكره و كان ذكرنا لهذه الأمور الطبيعية ضرورة[5] في حفظ صحة البدن بأسره و في‌


[1] وردت في الاصل( كان) و الصحيح ما اثبتناه.

[2] وردت في الاصل( الثلاثة) و الصحيح ما اثبتناه.

[3] وردت في الاصل( سموها) و الصحيح ما اثبتناه.

[4] وردت في الاصل( لهذه) و الصحيح ما اثبتناه.

[5] وردت في الاصل( ضرورية) و الصحيح ما اثبتناه.

اسم الکتاب : أدب الطبيب المؤلف : الرهاوي، اسحق بن علي    الجزء : 1  صفحة : 84
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست