responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الطريق الى الله تعالي من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى المؤلف : غراب، محمود محمود    الجزء : 1  صفحة : 68

و أفطر، و أعط كل ذي حق حقه» فإنك لا تدخل على الحق أبدا. و لأحد عليك حق، و أعظم الحقوق، حق اللّه ثم حق نفسك.

النفس الشهوانية سلطانها في هذا الهيكل طلب ما يحسن عندها، و لا تعرف هل يضرها ذلك أو ينفعها، و هذا ليس إلا في نشأة الإنسان، أما سائر الحيوان فلا يتناول الغذاء إلا بالإرادة لا بالشهوة، ليدفع عن نفسه ألم الجوع و الحاجة، فلا يقصد إلا لما له فيه منفعة، و يبقى حكم الشهوة في الحيوان في الاستكثار من الغذاء، فمنه يدخل عليه الخلل، و الإنسان يدخل عيه الخلل كذلك من الاستكثار مما ينفع القليل منه، و من تناوله ما لا ينفعه أصلا مما تطلبه الشهوة، و يتضرر به المزاج، فهذا الفارق بين الإنسان و الحيوان في تناول الغذاء. (ف ح 1/ 277- ح 2/ 188- ح 1/ 635- ح 2/ 188)

السهر

و أما السهر: فإن الجوع يولده، لقلة الرطوبة و الأبخرة الجالبة للنوم، و لا سيما شرب الماء، فإنه نوم كله، و شهوته كاذبة، و فائدة السهر، التيقظ للاشتغال مع اللّه بما هو بصدده دائما، فإنه إذا نام انتقل إلى عالم البرزخ بحسب ما نام عليه، لا يزيد، فيفوته خير كثير مما لا يعلمه إلا في حال السهر، و أنه إذا التزم ذلك، سرى السهر إلى عين القلب، و انجلى عين البصيرة بملازمة الذكر، فيرى من الخير ما شاء اللّه تعالى.

و في حصول هذه الأربعة التي هي أساس المعرفة لأهل اللّه، و قد اعتنى بها الحارث بن أسد المحاسبي أكثر من غيره، و هي معرفة اللّه، و معرفة النفس، و معرفة الدنيا، و معرفة الشيطان، و ذكر بعضهم معرفة الهوى بدلا من معرفة اللّه، و أنشدوا في ذلك:

إني بليت بأربع يرمينني‌

بالنبل من قوس لها توتير

إبليس و الدنيا و نفسي و الهوى‌

يا رب أنت على الخلاص قدير

و قال آخر:

إبليس و الدنيا و نفسي و الهوى‌

كيف الخلاص و كلهم أعدائي‌

(ف ح 1/ 277)

اسم الکتاب : الطريق الى الله تعالي من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى المؤلف : غراب، محمود محمود    الجزء : 1  صفحة : 68
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست