responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الطريق الى الله تعالي من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى المؤلف : غراب، محمود محمود    الجزء : 1  صفحة : 32

الذي هو النفس الإلهي، فمن شهدها- و لا يرزقه اللّه علما بما ذكرناه- يتخيل أن الخواطر تجل إلهي لما يرى من الصورة، و هذا هو السبب في تسميتها خواطر، لأنها لا تثبت، كما لا تثبت صور الحروف في الوجود بعد نطق اللسان به، و قد أعلمناك أن الخاطر الأول و أن جميع الأوليات لا تكون إلا ربانية، و لهذا تصدق و لا تخطى‌ء أبدا، و يقطع به صاحبه، فسلطانه قوي. (ف ح 2/ 564- ح 1/ 231)

علم العلل و الأدوية

و هو علم يحتاج إليه من يربي من الشيوخ، و لا تنفع هذه الأدوية إلا فيمن يقبل استعمالها، فإن لم يستعملها العليل فلا يظهر لها أثر، فلنبين إن شاء اللّه العلل بطريق الحصر لأمهاتها، ثم نذكر الأدوية المختصة بها.

العلل في هذه الطريقة ليس لها محل إلا النفوس خاصة، لا حظّ للعقول فيها البتة، و لا للأبدان، فإن علل العقول معروفة، و علل الأجسام معروفة، و أدوية علل الأجسام موقوفة على الأطباء، و أدوية علل العقول اتخاذ الخلوات بالميزان الطبيعي، و إزالة التفكر فيها، و مداومة الذكر، ليس غير ذلك، و ما بقي لنا الخوض فيه إلا علل النفوس، و هي ثلاثة أمراض: مرض في الأقوال، و مرض في الأفعال، و مرض في الأحوال، و أما مرض الاعتقادات فهو مرض العقول، و قد ذكرناه.

فلنذكر أمراض الأقوال: فمنها التزام قول الحق، و هو من أكبر الأمراض، دواؤه معرفة المواطن التي ينبغي أن يصرفه فيها، فإن الغيبة حق و قد نهي عنها، و النميمة حق و قد نهي عنها، و ما يفعله الرجل مع أهله في فراش إذا أفضى إليها، فيقول في ذلك حقا، و هذا القول من الكبائر، و النصيحة في الملأ بالحق حق و هو فضيحة، و لا تقع إلا من الجهلاء و أصحاب الأغراض، لأن الفائدة المطلوبة من النصيحة حصول المنفعة و ثبوت الود، فإذا وقع النصح في الملأ لم يحصل القبول، و أثمر عداوة، و ذمّه اللّه، فإنه يخجل بتلك النصيحة في الملأ، و يجعل الشخص الذي خاطبه بالنصح في الملأ يكذب في اعتذاره عن ذلك، و يجد عليه فيه، و يكون ذلك سببا إلى فساد كبير، فلو نصحه في خلوة بطريقة حسنة، بأن يظهر له عيب نفسه في نفس الأمر، و لا يشعره أنه يقصده بذلك، ليعلمه إن كان جاهلا بقبح ذلك الأمر الذي نصحه فيه، شكره في نفسه و أحبه و دعا له، و أثمر له‌

اسم الکتاب : الطريق الى الله تعالي من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى المؤلف : غراب، محمود محمود    الجزء : 1  صفحة : 32
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست