responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرسالة القشيرية المؤلف : القشيري، عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 141

فلو تغافل عن إحساسه بنفسه و أبناء جنسه، فأىّ أعجوبة فيه؟!.

فمن فنى عن جلهه بقى بعلمه .. و من فنى عن شهوته بقى بانابته .. و من فنى عن رغبته بقى بزهادته .. و من فنى عن منيته‌[1] بقى بارادته‌[2] تعالى:

و كذلك القول فى جميع صفاته:

فاذا فنى العبد عن صفته بما جرى ذكره، يرتقى عن ذلك بفنائه عن رؤية فنائه و إلى هذا أشار قائلهم:

فقوم تاه فى أرض بفقر

و قوم تاه فى ميدان حبه‌

فأفنوا ثم أفنوا ثم أفنوا

و أبقوا بالبقا من قرب ربه‌

فالأول أفناه‌[3] عن نفسه و صفاته ببقائه بصفات الحق.

ثم فناؤه عن صفات الحق بشهوده الحق.

ثم فناؤه عن شهود فنائه باستهلاكه فى وجود الحق.

و من ذلك:

الغيبة و الحضور

فالغيبة: غيبة القلب عن علم ما يجرى من أحوال الخلق، لاشتغال الحس بما ورد عليه، ثم قد يغيب عن إحساسه بنفسه و غيره، بوارد من تذكر ثواب، أو تفكر عقاب.

كما روى أن: الربيع بن خيثم كان يذهب إلى ابن مسعود، رضى اللّه عنه، فمر بحانوت حداد، فرأى الحديدة المحماة فى الكير، فغشى عليه .. و لم يفق إلى الغد.

فلما أفاق، سئل عن ذلك، فقال:

تذكرت كون أهل النار فى النار:

فهذه غيبة زادت على حدها، حتى صارت غشية.


[1] - طلبته.

[2] - و فى نسخة( بإرادته) فقط.

[3] - و فى نسخة( فناؤه).

اسم الکتاب : الرسالة القشيرية المؤلف : القشيري، عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 141
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست