و جاور بمكة إلى أن مات سنة. اثنتين و عشرين و ثلاثمائة.
[1] - قال المناوى فى طبقاته: هو: التيناتى نسبة إلى«
تينات» قرية ببلاد المشرق، على أميال من« المصيصة»، و هى مدينة على ساحل البحر. و
اسمه« عباد بن عبد اللّه».
و أصله من المغرب. و قدم المشرق
فصحب ابن الجلاء و غيره، و مات بمصر، بقرب قبر ذى النون المصرى و من كلامه:
لا يجوز التصدر للمشيخة إلا لمن
فرغ من تهذيب نفسه، و من بقى عليه بقية. فهو مريد، و المريد لا يكون له مريد. و
قال:
« من أحب أطلاع الناس على عمله،
فهو مراء. أو على حاله، فهو كذاب».
و قال: القلوب ظروف: فقلب مملوء
إيمانا، فعلامته الشفقة على جميع المسلمين، و الاهتمام بما يهمهم، و معاونتهم بما
يعود صلاحه إليهم، و قلب مملوء نفاقا، فعلامته: الحقد، و الغل، و الغش و الحسد» و
قال: لن يصفو قبك إلا بتصحيح النية للّه تعالى، و لن يصفو بدنك إلا بخدمة أولياء
اللّه تعالى».
[3] - و هو: محمد بن على بن جعفر، و كنيته أبو بكر. كان
أحد الأئمة. حكى عن أبى محمد المرتعش أنه كان يقول:
« الكتانى سراج الحرم».
و من قوله: إذا سألت اللّه تعالى
التوفيق فابدأ العمل.« و كن فى الدنيا ببدنك و فى الآخرة بقلبك» و قال:« الغافلون
يعيشون فى حلم اللّه، و الذاكرون يعيشون فى رحمه اللّه، و العارفون يعيشون فى لطف
اللّه، و الصادقون يعيشون فى قرب اللّه»
و سئل عن الصوفى، فقال: من عزفت
نفسه عن الدنيا تظرفا. و علت همته عن الآخرة، و سخت نفسه بالكل، طلبا و شوقا إلى
من له الكل.
و قيل له: من العارف؟. فقال:« من
يوافق معروفه فى أوامره. و لا يخالفه فى شئ من أحواله، و يتحبب إليه بمحبة
أوليائه، و لا يفتر عن ذكره طرفة عين». و سئل عن المتقى، فقال: من أتقى ما لهج به
العوام من متابعة الشهوات، و ركوب المخالفات، و لزم باب الموافقة؛ و أنس براحة
اليقين و أتته الفوائد من اللّه عز و جل فى كل حال فلم يغفل عنها.
اسم الکتاب : الرسالة القشيرية المؤلف : القشيري، عبد الكريم الجزء : 1 صفحة : 101