إن [2] الله جعل أرزاق
المتقين [3] من حيث لا يحتسبون.
وكان عبد الرحمن بن أبي عماد الحبشي ـ من عبّاد أهل
مكة ، وكان يلقب بالنفس لعبادته ـ يستمع يوما غناء سلامة ... [4].
وقال ابن المعتز : التقوى أنفع الزاد في المعاد [5].
وكان أبو سليمان الداراني [6] يقول :
ما رأيت الثلج يسقط إلا ذكرت تطاير الكتب يوم القيامة. وما سمعت الأذان إلا ذكرت
منادي الحشر (وَاسْتَمِعْ
يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ)[7].
فصل
في
الصبر
قال الله تعالى : (وَاسْتَعِينُوا
بِالصَّبْرِ)[8] ، (اصْبِرُوا)[9] ، (وَلَئِنْ
صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ)[10] ، (أُوْلئِكَ
يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا
[1] في الأصل : (الفاضل بن عياض) والصواب ما أثبتناه
وهو الفضيل بن عياض بن مسعود بن بشر التميمي. زاهد عابد ولد بخراسان وقدم إلى
الكوفة ثم انتقل إلى مكة ، وفيها مات سنة 187 ه انظر صفة الصفوة 8 / 84 فما
بعدها.
[5] إشارة إلى قوله تعالى : (وَتَزَوَّدُوا
فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى)
البقرة : 197.
[6] في الأصل : (الداري) والصواب
الداراني نسبة إلى داريا من غوطة دمشق وهو ابن حبيب الداراني قاض من ثقات التابعين
من أهل الشام وكان ينعت بقاضي الخلفاء. استمر في قضاء دمشق ثلاثين سنة توفي سنة
120 ه. انظر تهذيب التهذيب 6 / 246.