لما قال المتوكل لأبي العيناء [2] : إلى
كم تمدح الناس ، وتذمهم؟
قال : يا أمير المؤمنين ، ما أحسنوا ، وأساءوا. وهذه
آيات تعلمتها من الله تعالى ، فإن رضي عن عبد مدحه ، وأطراه ، و (إن) سخط على آخر
شتمه ورماه [3].
[1] الخبر في الأمالي ابن الشجري : 277
وفيه قول عن أبي الفضل بن الربيع وهو : أن المنصور لما قدم المدينة قال ابعث إلى
جعفر بن محمد العلوي ـ يعني الصادق ـ ومن يأتيني به قال : فأمسكت عنه ، لكي ينساه
قال : ألم آمرك أن تبعث إلى جعفر بن محمد العلوي وأن تأتيني به قتلني الله إن لم
اقتله ، فأمسكت عنه ، لكي ينساه فقال لي الثالثة واغلظ لي : ألم آمرك أن تبعث إلى
جعفر بن محمد العلوي به. قتلني الله إن لم أقتله ، فبعثت إليه فجاء ، فدخلت عليه ،
فقلت : يا أمير المؤمنين جعفر بن محمد بالباب ، فأذن له ، فدخل. فلما دخل قال جعفر
: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته فقال له أبو جعفر : لا سلام
عليك يا عدو الله ، تلحد في سلطاني ، وتبغي الغوائل في ملكي ، قتلني الله إن لم
أقتلك. فقال له جعفر : يا أمير المؤمنين إن سليمان بن داود أعطي فشكر ، وإن أيوب
ابتلي فصبر ، وإن يوسف ظلم فغفر ، وأنت الصالح. فأطرق طويلا فمد يده فصافحه حتى
أجلسه على مفرشه ...
[2] الخبر في الديارات 58 ، الأمالي
للمرتضى 1 / 299 زهر الآداب 1 / 281 ، ذيل زهر الآداب 332 ، مروج الذهب 4 / 147 ،
وفيات الأعيان 4 / 345 ، نور القبس 2 / 388 مع اختلاف في ألفاظه.
[3] في الأصل : (وزناه) وهو إشارة إلى
قوله تعالى : (وَلا تُطِعْ كُلَّ
حَلَّافٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ
مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ)
القلم : 10 ـ 13.
اسم الکتاب : الاقتباس من القرآن الکریم المؤلف : الثعالبي، أبو منصور الجزء : 1 صفحة : 258