responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاقتباس من القرآن الکریم المؤلف : الثعالبي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 258

فصل

في قصص لهم عليهم‌السلام

قال بعض السلف :

إن الله تعالى يحتج بأربعة على أربع ، يحتج بسليمان على الأغنياء ، وعلى العبيد بيوسف ، وعلى المرضى بأيوب ، وعلى الفقراء بالمسيح عليهم‌السلام.

لما همّ المنصور بهدم دور المدينة ، وإحراق نخلها عند خروج إبراهيم ومحمد ابني عبد الله بن الحسن بن الحسن. فقال له جعفر بن محمد :

يا أمير المؤمنين إن سليمان أعطي فشكر ، وإن أيوب ابتلي فصبر ، وإن يوسف قدر فغفر. فاقتد بمن شئت منهم.

فقال : حسبك. ونقض عزمه [1].

لما قال المتوكل لأبي العيناء [2] : إلى كم تمدح الناس ، وتذمهم؟

قال : يا أمير المؤمنين ، ما أحسنوا ، وأساءوا. وهذه آيات تعلمتها من الله تعالى ، فإن رضي عن عبد مدحه ، وأطراه ، و (إن) سخط على آخر شتمه ورماه [3].


[1] الخبر في الأمالي ابن الشجري : 277 وفيه قول عن أبي الفضل بن الربيع وهو : أن المنصور لما قدم المدينة قال ابعث إلى جعفر بن محمد العلوي ـ يعني الصادق ـ ومن يأتيني به قال : فأمسكت عنه ، لكي ينساه قال : ألم آمرك أن تبعث إلى جعفر بن محمد العلوي وأن تأتيني به قتلني الله إن لم اقتله ، فأمسكت عنه ، لكي ينساه فقال لي الثالثة واغلظ لي : ألم آمرك أن تبعث إلى جعفر بن محمد العلوي به. قتلني الله إن لم أقتله ، فبعثت إليه فجاء ، فدخلت عليه ، فقلت : يا أمير المؤمنين جعفر بن محمد بالباب ، فأذن له ، فدخل. فلما دخل قال جعفر : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته فقال له أبو جعفر : لا سلام عليك يا عدو الله ، تلحد في سلطاني ، وتبغي الغوائل في ملكي ، قتلني الله إن لم أقتلك. فقال له جعفر : يا أمير المؤمنين إن سليمان بن داود أعطي فشكر ، وإن أيوب ابتلي فصبر ، وإن يوسف ظلم فغفر ، وأنت الصالح. فأطرق طويلا فمد يده فصافحه حتى أجلسه على مفرشه ...

[2] الخبر في الديارات 58 ، الأمالي للمرتضى 1 / 299 زهر الآداب 1 / 281 ، ذيل زهر الآداب 332 ، مروج الذهب 4 / 147 ، وفيات الأعيان 4 / 345 ، نور القبس 2 / 388 مع اختلاف في ألفاظه.

[3] في الأصل : (وزناه) وهو إشارة إلى قوله تعالى : (وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ) القلم : 10 ـ 13.

اسم الکتاب : الاقتباس من القرآن الکریم المؤلف : الثعالبي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 258
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست