ولو لم يفترع إلّا هذا المعنى البكر [2] ، لكان
من أشعر الناس ، إذ شبّه مديحه بعصا موسى التي ضرب (بها) [3] البحر
فيبس ، فضرب بها الحجر فانبجس [4] ، وذلك أن ابن
الرومي مدح جوادا فبخل ، فقال سأمدح بخيلا [5] لعله أن يجود [6] على
هذا القياس.
لما فلج أحمد بن أبي دؤاد وكسر [7] لسانه
، قال فيه أبو السمط :
[7] في الأصل : (أحمد بن داود بكسر) وقد
ذكر الثعالبي في كتاب ثمار القلوب ، ص 163 ، أن فالج أحمد بن أبي داود ضرب به
المثل ، لأنه كان قاضي قضاة المعتصم ، والواثق وكان من الشرف والكرم بالمنزلة
العالية ، وكان مصروف الهمة إلى استبعاد الأحرار وغرضا لمدائح الشعراء. ولما
أصابته عين الكمال فلج فصار ، فالجه مثلا في أدواء الأشراف وعاهاتهم.