اسم الکتاب : الاقتباس من القرآن الکریم المؤلف : الثعالبي، أبو منصور الجزء : 1 صفحة : 247
قيل لأبي العيناء : ما تقول في مالك بن طوق [1]؟ قال :
لو كان في زمان بني إسرائيل ، ونزلت آية البقرة ما ذبحوا غيره [2].
لما شكا أبو العيناء إلى عبيد الله بن سليمان [3] اختلال
حاله ، لتأخر أرزاقه. قال له:
ألم نكن [4] كتبنا إلى ابن
المدبر [5] فما فعل في أمرك شيئا؟
قال : نعم ، كتبت إلى رجل قد قصّر من همته طول الفقر
، وذلّ الأسر [6] ومعاناة محن الدهر فأخفقت [7] ، وما
ألححت.
فقال : أنت اخترته يا أبا العيناء.
قال : وما علي! [8] قد (وَاخْتارَ
مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقاتِنا) فما
كان فيهم رجل رشيد [9] فأخذتهم الرجفة. وقد اختار النبي صلىاللهعليهوسلم ابن
أبي [10] سرح
كاتبا ، فلحق
[1] في الأصل : (ملك البرطوق) وهو تحريف
في النسخ. ومالك هذا هو مالك بن طوق بن عتاب التغلبي ، يكنى أبا كلثوم أمير من
أشراف الفرسان والأجواد كان فصيحا. وله شعر توفي نحو 295 ه انظر : الأعلام 6 /
137.
[2] الخبر في وفيات الأعيان 3 / 466 ،
زهر الآداب 1 / 284 ، وذيل زهر الآداب 234 وفيه : لو كان في زمن بني إسرائيل ونزل
ذبح البقرة ما ذبح غيره. قيل فأخوه عمر؟ قال : (كَسَرابٍ
بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً).
[3] في الأصل : (عبيد الله بن سلمان) وهو
تحريف. ويعرف بابن وهب يكنى أبا القاسم وزير من أكابر الكتاب استوزره المعتمد
العباسي والمعتضد واستمرت وزارته عشر سنين توفي نحو 288 ه انظر : فوات الوفيات 2
/ 27. والخبر في زهر الآداب 1 / 286 ووفيات الأعيان 4 / 344 ، أخبار الأذكياء : 88
، أخبار الظراف 73 ، معجم الشعراء 7 / 61.
[4] في وفيات الأعيان 3 / 466 : أليس قد
كتبت إلى إبراهيم بن المدبر.
[5] في الأصل : (ابن المدني) وهو تحريف
وابن المدبر هو إبراهيم بن محمد بن عبيد الله بن المدبر ، وزير من الكتاب
المترسلين الشعراء ، استوزره المعتمد لما خرج من سامراء يريد مصر سنة 269 ه. توفي
ببغداد نحو 279 ه. إرشاد الأريب 1 / 293 ـ 294.
[6] علّق ابن خلكان على الخبر بأن أبا
العيناء إنما ذكر ذل الأسر ، لأن إبراهيم المذكور كان قد أسره علي بن محمد صاحب
الزنج بالبصرة ، وسجنه ، فنقب السجن وهرب. وفيات الأعيان 3 / 466.
[7] في زهر الآداب 1 / 86 : فأخفقته مني
طلبتي ، وفي وفيات الأعيان 3 / 466 : فأخفق سعي وخابت طلبتي.
[8] في وفيات الأعيان : فقال : وما عليّ
أيها الوزير في ذلك وقد اختار النبي صلىاللهعليهوسلم عبد
الله بن أبي سرح كاتبا ، فرجع إلى المشركين.
[9] في الأصل : ألحان والكلام اقتباس من
قوله تعالى في سورة الأعراف : 155 (وَاخْتارَ
مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقاتِنا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ
قالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ).
[10] ابن أبي سرح : هو عبد الله بن سعد
بن أبي سرح ، أسلم قبل الفتح ، واستكتبه النبي صلىاللهعليهوسلم.
وكان يكتب موضع الغفور العزيز الحكيم وأشباه ذلك ، فأطلع عليه النبي ، فهرب إلى
مكة مرتدا ، فأهدر النبي دمه ثم أسلم وحسن إسلامه ، وولي مصر سنة 24 ه فأقام
عليها إلى أن حصر عثمان. ومات بالشام. التنبيه والأشراف : 246 ، زهر الآداب 1 /
344.
اسم الکتاب : الاقتباس من القرآن الکریم المؤلف : الثعالبي، أبو منصور الجزء : 1 صفحة : 247