اسم الکتاب : الاقتباس من القرآن الکریم المؤلف : الثعالبي، أبو منصور الجزء : 1 صفحة : 173
وهم صاغرون [1]. اللهم إنا
أصبحنا نطلب رضاك ، ونجاهد من عاداك وعبد معك إلها سواك. اللهم فانصر عبادك
المؤمنين على عبادك المشركين. اللهم شجّع جبانهم ، وثبّت أقدامهم ، وزلزل أقدام
أعدائهم ، واقذف الرعب في قلوبهم ، وأيد خضراءهم ، واستأصل شأفتهم [2] ،
واقطع دابرهم ، وأورثنا أرضهم وديارهم وأموالهم. وكن للمسلمين وليا ، وبهم حفيا [3] ،
وثبّتهم بالقول الثابت في الحياة الدنيا ، وفي الآخرة يا أرحم الراحمين [4].
وخطب يوما فقال بعد حمد الله ، والثناء عليه :
أيها الناس إني قائل قولا من وعاه فعلى الله جزاؤه.
ألا إن الموعظة حياة ، والمؤمنون إخوة ، وعلى الله قصد السبيل. ولو شاء لهداكم
أجمعين فأتوا الهدى تهدوا ، واجتنبوا الغي ترشدوا ، (وَتُوبُوا
إِلَى اللهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[5].
فصل
في
مكاتباته
كتب إلى خالد بن الوليد ومن معه من المهاجرين
والأنصار [6] :
أما بعد ، فالحمد لله الذي أنجز [7] وعده ،
ونصر عبده [8] ، وهزم الأحزاب وحده. وقد فرض على عباده الجهاد فقال
: (كُتِبَ
عَلَيْكُمُ الْقِتالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ
[1] من قوله تعالى : (حَتَّى
يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ)
الوبة : 29.
[2] في الأصل : (شفأتهم) والشأفة قرحة
تخرج في أسفل القدم فتكوى فتذهب. يقال في المثل استأصل الله شأفتهم : أي أذهبهم
الله كما أذهب تلك القرحة بالكي ، انظر الصحاح : (شأف).
[3] حفيا من الحفاوة وهي المبالغة
بالعناية. منه يقال حفيت به حفاوة ، وتحفيت به أي بالغت في إكرامه وإلطافه. الصحاح
(حفا).
[4] إشارة إلى قوله تعالى : (يُثَبِّتُ
اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي
الْآخِرَةِ) إبراهيم : 27.