اسم الکتاب : الاقتباس من القرآن الکریم المؤلف : الثعالبي، أبو منصور الجزء : 1 صفحة : 171
فقال أبو بكر : والله لو منعوني عقال [1] ناقة
مما كان يأخذ منهم النبي صلوات الله عليه لقاتلتهم عليه أبدا حتى ينجز الله وعده.
فإن قضاءه [2] حق ، ووعده صادق لا خلف فيه. وقد قال الله تعالى : (وَعَدَ
اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ
فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ
لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ
خَوْفِهِمْ أَمْناً)[3].
فقال عمر : سمعا وطاعة لأمرك يا خليفة رسول الله. ثم
كان ما كان من إظهار الله إياه عليهم ، واستقامة أمر المسلمين والإسلام بيمن
خلافته ، وقوة يقينه ، وثبات عزمه رضي الله عنه.
ولما خطب الناس يدعوهم إلى غزو الروم [4] سكتوا
جميعا فوثب عمر ، وقال :
يا معشر المسلمين ما لكم لا تجيبون خليفة [5] رسول
الله ، وقد دعاكم إلى الجنة التي وعد المتقون. أما والله (لَوْ
كانَ عَرَضاً قَرِيباً وَسَفَراً قاصِداً لَاتَّبَعُوكَ وَلكِنْ)[6](بَعُدَتْ
عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ)[7].
[1] العقال ، صدقة عام. انظر الصحاح ،
لسان العرب (عقل).